222ثم أردف قائلاً: وليس من أولئك النفر أحد إلّامات في قرية أو بجماعة. فأنا ذلك الرجل، واللّٰه ما كذبت ولا كذبت، فأبصري الطريق.
فقالت: أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطرق؟ !
فقال: اِذهبي وتبصري.
وطلب منها أن تعلو مرتفعاً من الجبل تؤشر للمارة؛ كي يحضر بعضهم اليه ساعة الوفاة، فكانت تشدّ الى كثيب، ثمّ ترجع الى أبي ذر المحتضر.
فبينما هما على هذه الحالة وإذا برجال كأنهم الرخم تجدّ بهم رواحلهم. ورأوا هذه المضطربة تلوّي بطرف ردائها إليهم، فأسرعوا اليها حتى وقفوا عليها وهي تنادي:
يا عباد اللّٰه المسلمين، يا عباد اللّٰه الصالحين.
- سألوها - ما بك؟ وما تريدين؟
- هذا أبوذر صاحب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله هلك غريباً، ليس لي أحد يعينني عليه!
- صاحب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله؟
- نعم
فنظر بعضهم بعضاً، وحدّوا اللّٰه على ما ساق اليهم واسترجعوا وقالوا: فداؤه آباؤنا وأمهاتنا.
أسرع اليه القوم وفيهم مالك الأشتر بن الحارث النخعي رضى الله عنه وأسرعوا حتى دخلو عليه.
فقال أبو ذر لهم: «ابشروا فإني سمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول لنفر وأنا فيهم:
«ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين، ما من أولئك النفر رجل إلّاوقد هلك في قرية أو جماعة، واللّٰه ما كذبت ولا كذبت. أنتم تسمعون أنه لو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي أو لامرأتي - لم أكفن إلّافي ثوب لي أو لها.
إني أنشدكم اللّٰه إني أنشدكم اللّٰه أن لا يكفنني رجلٌ منكم كان أميراً أو عريفاً