207يا عبادي، لو أنّ أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم، لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً.
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل منكم، لم يزد ذلك في ملكي شيئاً.
يا عبادي، لو أنّ أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كلّ واحد منهم ما سأل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً، إلّاكما ينقص البحر أن يُغمس المحيط غمسةً واحدةً.
يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً، فليحمد اللّٰه، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومنّ إلّانفسه» 1.
ومن رواياته أيضاً، قال رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله: «يكون في جهنم عقبة كؤود لا يقطعها إلّا المخفون» . . .
وفي المصافحة والمعانقة سئل أبوذر: هل كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يصافحكم إذا لقيتموه؟
قال: ما لقيني قط إلا صافحني، ولقد جئت مرة، فقيل لي: إن النبي صلى الله عليه و آله طلبك، فجئت، فاعتنقني، فكان ذلك أجودَ وأجودَ.
وقال أيضاً: أرسل الي رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله في مرضه الذي توفي فيه، فأتيته، فوجدته نائماً، فأكببتُ عليه، فرفع يده فالتزمني.
ومن الجدير بالذكر أنّ أبا ذر هو أول من حيّا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بتحية الاسلام 2.
دعاء الرسول صلى الله عليه و آله له ووصاياه:
راحت أدعية رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ووصاياه تواكب أباذر وهو يخطو خطواته في طريقه اللاحب. فكان صلى الله عليه و آله كثيراً ما يدعو له حين يراه وفي غيبته، راجياً من اللّٰه