166
مهمّات مشبوهة في الديار المقدّسة (5)
حسن السعيد إلى المدينة المنورة
رغم انتهاء موسم الحج، إلّاأنّ بيركهارت اُجبر على البقاء في مكّة المكرمة، بسبب الوضع المتقلب في البلاد. وعندما غادر هذا الرحالة السويسري مكّة متوجهاً إلى المدينة المنورة، التي ظلّت مفتوحة للزائرين، حتى منع الوهابيون زيارتها. . لكن هذا المنع أُلغي نتيجة لحملة محمد علي باشا. وكان بيركهارت أوّل اُوروپي يصل إلى المدينة المنورة، بعد الخطر الوهابي (1) .
في منتصف كانون الثاني (يناير) 1815، غادر بيركهارت مكة المكرمة على ظهر جمل، في رحلة استغرقت حوالى اسبوعين (2) ، وفي صباح اليوم الثامن والعشرين، من الشهر نفسه، يكون قد وصل المدينة المنورة. ومن سوء حظه أنه وقع مريضاً بمرض البرداء ( الملاريا) ، حتى أصابه اليأس من نفسه، وظنّ أنه سيقضي نحبه في المدينة فيقبر فيها.
لكنه مع ذلك استطاع أن يرى أشياء كثيرة من أحوال المدينة ومافيها، بحيث استطاع أن يكتب عدّة فصول عنها، في الجزء الثاني من رحلته