33من هذا النص يظهر جليّاً أنّ المنفعة الأولى (قطع يد الاستكبار) لا تأتي إلّا بتحقيق المنفعة الثانية (الوحدة والتآزر) .
من هذا المنطلق يخاطب الإمام حجّاج بيت اللّٰه الحرام كافة قائلاً:
«تبادلوا وجهات النظر، وتفاهموا لحلّ مشاكل المسلمين المستعصية.
اِعلموا أنّ هذا الاجتماع الكبير الذي يعقد سنوياً بأمر اللّٰه في هذه الأرض المقدّسة يفرض عليكم - أنتم المسلمون - أن تبذلوا الجهود على طريق الأهداف الإسلامية المقدّسة ومقاصد الشريعة المطهّرة السامية، وعلى طريق تقدّم المسلمين وتعاليهم واتحاد المجتمع الإسلامي وتلاحمه» .
المنفعة الثالثة: اجتماع رجال السياسة في العالم الإسلامي
يرى الإمام أنّ هناك فرصة ذهبية لزعماء السياسة في العالم الإسلامي أن يستثمروا موسم الحج؛ ليعقدوا في مكّة مؤتمراً إسلامياً عالمياً يطرحوا فيه كلّ مشاكل المسلمين السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ليكتشفوا لها الحلول الناجعة:
«على زعماء القوم أن يجتمعوا في مكّة المعظّمة استجابةً لأمر اللّٰه تبارك وتعالى، وأن يطرحوا مشاكلهم بينهم ويتغلّبوا عليها. ولو حدث ذلك ما استطاعت القوى الاُخرى أن تقف بوجههم مهما كانت عظمتها» .
ويتساءل الإمام مستغرباً ومتعجّباً على ما آلت إليه أوضاع المسلمين:
لماذا يغفل المسلمون عن قدرة الإسلام العظيمة التي مكّنت شعباً ليغلب بيد خالية دولة غاصبة كبرى؟
لماذا تعيش الحكومات الإسلامية الغفلة عن هذه القوة العظيمة المقتدرة؟
لماذا تتلقّى الحكومات العربية الصفعات خلال السنوات المتمادية من الصهيونية؟
لماذا كلّ هذا الاستسلام والرضوخ لسيطرة القوى الأجنبية؟
لماذا لا يجتمعون ولا يتعاضدون ليكونوا تجسيداً لقول النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله: (وهم