32ومن خلال استقراء تلك الخطابات والنداءات نستطيع أن نتلمس أهم تلك المنافع والمفردات:
المنفعة الأولى: قطع يد الاستكبار العالمي عن الاُمّة الإسلامية.
يصرّح الإمام في أكثر من خطاب بأنّه لا توجد منفعة أعظم وأسمى من قطع يد الاستكبار العالمي عن أمتنا الإسلامية بل عن المستضعفين جميعاً:
«وأيّ منافع أعظم وأسمى من قطع يد جبابرة العالم والظالمين من السيطرة على البلدان المظلومة، ومن أن تكون الذخائر المادية العظيمة للبلدان ملكاً لشعوبها؟ !» .
وفي خطابٍ آخر يقول:
«على المسلمين المجتمعين في مواقف هذه العبادة الرامية إلى تجميع المسلمين من كلّ أرجاء الأرض؛ ليشهدوا منافع لكلّ المستضعفين في العالم، وأيّ منافع أعظم من قطع يد الطامعين عن البلدان الإسلامية؟ !» .
المنفعة الثانية: التفاهم وترسيخ الاُخوّة بين المسلمين.
يعتبر الإمام «أنّ واحداً من أهم أركان فلسفة الحج هو إيجاد التفاهم وترسيخ الاُخوّة بين المسلمين» .
ولا يكاد يخلو خطاب للإمام في موسم الحج من الدعوة إلى وحدة الكلمة بين المسلمين، وضرورة نبذ الفرقة والتمزّق والتشتّت الذي يسعى أعداء الإسلام إلى إبقائه والمحافظة عليه.
ولهذا يرى الإمام أنّ «من واجبات هذا التجمّع العظيم، دعوة الناس والمجتمعات الإسلامية إلى وحدة الكلمة، وإزالة الخلافات بين فئات المسلمين. وعلى الخطباء والوعّاظ والكتّاب أن يهتمّوا بهذا الأمر الحيوي، ويسعوا إلى إيجاد جبهة للمستضعفين للتحرّر - بوحدة الجبهة ووحدة الكلمة وشعار (لا إله إلّااللّٰه - من أسر القوى الأجنبية الشيطانية والمستعمرة» .