151وحركته المتصاعدة. وقد نبّه الامام الخميني الراحل الى خطورة هذه الأساليب ومغبّة الانسياق وراءها، إذ يقول: «من المسائل التي خطط لها المستعمرون، وعمل على تنفيذها المأجورون لإثارة الخلافات بين المسلمين. . . المسألة القومية، التي جندت حكومة العراق نفسها منذ سنين لترويجها.
بعض الفئات انتهجت هذا (الخط القومي) أيضاً، فجعلت المسلمين مقابل بعضهم، بل وجرّتهم الى المعاداة أيضاً غافلة أنّ موضوع حبّ الوطن وأهل الوطن وصيانة حدوده وثغوره لا يقبل الشك والترديد، وهو غير مسألة النعرات القومية لمعاداة الشعوب الاسلامية الأخرىٰ.
فهذه المسألة عارضها الاسلام والقرآن الكريم والنبيّ الأعظم. النعرات القومية التي تثير العداء بين المسلمين والشقاق بين صفوف المؤمنين تعارض الاسلام، وتهدّد مصالح المسلمين، وهي من مكائد الأجانب الذين يزعجهم الاسلام وانتشاره.
إنّ قوى الكيد الاستعماري وجّهت ضربات قويّة الى كلّ مظاهر الاسلام ومعالمه وركائزه، كما أنّ الحركات القومية في العالم الاسلامي، وجّهت بدورها ضربات مهلكة الى كيان القوى المجاهدة، التي كانت تخوض صداماً مريراً ضد أعداء الاسلام. وان ظهور فكرة «القومية العربية» في العالم العربي، وفكرة «القومية التركية» في تركيا، وفكرة «القومية الفارسية» في إيران، وفكرة القوميات المشابهة في سائر الدول الاسلامية جاء بهدف التصدي للحركات الاسلامية، حيث لعبت تلك الأفكار دوراً كبيراً في ضمان مصالح الاستعمار.
وعلى الصعيد الثقافي، كانت الأنظمة العميلة تسعىٰ دائماً لإحلال الثقافة الغربية محل الثقافة الاسلامية بذريعة إحياء الثقافة الفولكلورية والقومية. وإنّ المساعي الكبيرة التي بذلها نظام الشاه، ورؤوس الأموال التي قام بتوظيفها، في مجال احياء التقاليد القديمة مثل؛ التقاليد (الزرادشتية، والمانوية وغيرها) بمساعدة ما يسمىٰ بمتخصصي الشؤون الايرانية من الاوروپيين والأمريكيين، واستبدال