145الخط الجماهيري الملتزم - لا يقصد طبعاً أن يجتمع هؤلاء في أروقة مرمرية داخل القصور المشيّدة في الأرض المقدسة، بل يطالب ذوي الكلمة أن يعيشوا بمعزل عن إيحاءات مراكز القوة، وعن مراكز شراء الذمم والأقلام، فيندمجوا في أوساط الجماهير ويبثّوا بينها التوعية اللازمة، كي يكون موسم الحج مركز إشعاع فكري ومركز توعية عامة لكلّ الأقطار الاسلامية. يقول:
«على العلماء (المسلمين) أن يشتركوا في هذا التّجمع من مختلف الأصقاع، ويتبادلوا الآراء ويبثّوا التوعية بين المسلمين المتجمعين في مهبط الوحي؛ لتنتقل هذه التوعية بعد ذلك الى جميع الأقطار الاسلامية» .
ويقول أيضاً: «على المسلمين الملتزمين الذين يجتمعون مرّة كلّ عام على صعيد المواقف الشريفة، ويؤدون واجباتهم الاسلامية في هذا التجمع العام والحشد الالهي بمعزل عن الامتيازات، وبمظهر واحد، ودون اهتمام بما يميّز بينهم من لون أو لغة أو بلد أو منطقة، وبأبسط المظاهر المادية وباندفاع نحو المعنوية. . عليهم أن لا يغفلوا عن الجوانب السياسية والاجتماعية لهذه العبادة.
على العلماء الأعلام والخطباء أن ينبّهوا المسلمين على مسائلهم السياسية وواجباتهم الخطيرة. . هذه الواجبات التي لو عمل بها المسلمون واهتموا بها لاستعادوا عزّتهم التي أرادها اللّٰه للمؤمنين، ولبلغوا مفاخرهم الاسلامية الالهية التي هي من حق المسلمين، ونالوا الاستقلال الواقعي والحرية الحقيقية في كنف الاسلام العزيز، وتحت بيرق التوحيد وراية «لا إله إلّااللّٰه» ، وقطعوا أيدي المستكبرين وعملائهم في البلدان الإسلامية، وأعادوا مجد الاسلام وعظمته» .
ولا ينفك الامام الراحل عن تذكير قادة الرأي بمسؤولياتهم الجسام إزاء أمتهم وإسلامهم: «ينبغي أن يجتمع المفكرون والكتّاب والمثقفون والعلماء والمسؤولون في موسم الحج لدراسة مشاكل الاسلام والمسلمين السياسية والاجتماعية على الصعيد العالمي» .