144لهؤلاء وداعم لهم، فكيف بالمسلمين الذين هم أولىٰ من غيرهم بهذا الحق. . ؟ !
كان لابدّ للثورة النموذج من أن تنبعث من مكان جغرافي، شاء اللّٰه أن يكون ايران (بعدما نضجت فيها مقومات الانتفاض وأسبابه) ، لكنها انطلاقة الى كلّ الأمكنة والى كلّ الشعوب بهدف وحدوي توحيدي هو:
«تثبيت واستقرار القيم الاسلامية وحدها» .
ولم يفارق خطاب الامام التبليغي هذه المعادلة قط. فلحظ وحدة المشروع مرتبط عنده دائماً بلحظ وحدة العالم والانسان، والمسلمون والمستضعفون في الأرض هم المكلفون، وهم المعنيون بالتحرك والسعي لإنقاذ حكم اللّٰه ونظامه، وما المشروع الالهي إلّالاستنهاضهم وتحريرهم من كلّ العبوديات، فهو الهادي المؤدي الى الحق والعدالة، والقسط وخير الانسانية وهم المهتدون، ودور المبلغين والقادة هو إنجاز الارتباط المعرفي بين مشروع الهداية والمهتدين العتيدين.
مسؤولية أصحاب الكلمة في الحج
ولتفعيل الخطىٰ باتجاه هذا الهدف الكبير، لابدّ أن ينبري الرساليون الى ممارسة دورهم الطليعي في توعية الأمة، وبث روح العزيمة في جوانحها، ويتعزّز، هنا، دور أصحاب الكلمة، خاصة في الحج، فأصحاب القلم والبيان ينبغي أن يعيشوا هموم الأمة المسلمة، وينهضوا بمسؤولية توعية الجماهير على مشاكلها، ودفعها على طريق عزتها وكرامتها. مسؤولية الالتزام الفكري تفرض على الكتاب والخطباء أن ينزلوا من الأبراج العاجية، ويبتعدوا عن التزلّف لمراكز القوة، ويندمجوا بالأمة الاسلامية الكبرىٰ.
الحجّ أفضل فرصة لهؤلاء، كي يتفاعلوا بالمسلمين في كافة الأقطار، ويتفهموا ما يعاني منه المسلمون عن كثب، وينهضوا بمسؤولية التوعية اللازمة على أوسع نطاق.
الامام الخميني - إذ يدعو الكتّاب والمفكرين والمثقفين الى انتهاج هذا