142كافة، علينا أن نبحث مشاكلنا ونستمد حلولها من الإسلام. علينا أن نسعىٰ لتحرير فلسطين وغيرها.
المسلمون الأوائل كانوا يجنون من جماعاتهم وجمعاتهم وأعيادهم ومواقف حجهم أحسن الثمار» .
التأكيد على الجانب السياسي والاجتماعي
هذا هو الامام الخميني رحمه الله في كلّ المواقف والمنعطفات. رؤية ثاقبة واعية لا تحيد عن الاسلام. ولهذا فهو - انطلاقاً من فهمه الواعي الصحيح للاسلام - لا ينظر الى الأحكام نظرة تجزيئية بل ينظر إليها باعتبارها كلاًّ واحداً لا ينفصل بعضها عن بعض. الأحكام العبادية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية تقوم على قاعدة واحدة، وترتبط مع بعضها بأواصر وثيقة لتشكّل أساس كيان المسلمين وحركتهم المتسامية.
يقول الامام الراحل قدس سره: «كثير من الأحكام العبادية تصدر عن معطيات اجتماعية وسياسية، فعبادات الاسلام عادة توأم سياساته وتدابيره الاجتماعية.
صلاة الجمعة مثلاً واجتماع الحج والجمعة تؤدي - بالاضافة الىٰ ما لها من آثار خلقية وعاطفية - الى نتائج وآثار سياسية. استحدث الاسلام هذه الاجتماعات وندب الناس إليها، وألزمهم ببعضها حتىٰ تعم المعرفة الدينية وتعم العواطف الأخوية، والتعرّف بين الناس، وتنضج الأفكار وتنمو وتتلاقح، وتُبحث المشاكل السياسية والاجتماعية وحلولها» .
وفي ندائه الى حجاج بيت اللّٰه الحرام عام 1399ه. قال رحمه الله: «الاسلام دين عبادته سياسة، وسياسته عبادة. والآن اذ يجتمع المسلمون من شتىٰ بقاع الأرض حول كعبة الآمال لحج بيت اللّٰه، وللقيام بالفرائض الالهية، وعقد هذا المؤتمر الاسلامي الكبير، في هذه الأيام المباركة، وفي هذه البقعة المباركة. . يتوجّب على المسلمين الذين يحملون رسالة اللّٰه تعالى أن يستوعبوا المحتوى السياسي والاجتماعي للحج اضافة الى محتواه العبادي» .
وفي الوقت الذي يبثّ فيه الامام الوعي في أوساط الأمة، مؤكداً أنّ