85مشرقين إلى جبل حراء المشهورة بجبل النور، ونزلنا بجوار ساقية، وعند الغروب سرنا وعطفنا يساراً من جبل النور تاركين منى يميننا، سالكين طريق السيل أو اليمانية مبحرين مشرقين، حتى وصلنا إلى بئر البرود فاسترحنا قليلاً، ثم سرنا مشرقين ساعتين في طريق يمثل نصف دائرة، ولجنا بعدهما مدخل جبال السولة، وبعد نصف ساعة استرحنا ببقعة بين الجبال، وفي الساعة 10 والدقيقة 45 من ليلة الأربعاء، شرعنا في صعود قليل، وبلغنا أعلى الجبل الساعة 11 والدقيقة 30، وسرنا في هبوط مهبط كثرت الأحجار في منحدره إلى مكان فسيح بين جبال، وفي الساعة 12 والدقيقة 20 من يوم الأربعاء وصلنا بقعة فسيحة بها زرع وجنات تحيط بها الأسوار وفيها نخيل وليمون أزوجاً شتى وبعض فواكهها لما تنضج، وينبوع في الجبل تنحدر منه المياه يسمونه نهراً، وهذا المكان يسمى وادي اليمانية، وبعد الغروب سرنا ساعتين ونصفاً ومررنا بالسولة، وفي الساعة 12 ليلاً نزلنا بمحل متسع. . . وفي يوم الخميس 3 رمضان الساعة 10 رحلنا وسرنا بين صخور مرتفعة وعقبات صعبة حتى الساعة الثالثة والنصف من ليلة الجمعة، وبتنا بمحل يقال له بنية أو كوجك دره، وهناك بئر تسمى بئر عاب، وفي الساعة 10 من يوم الجمعة تابعنا السير، وبعد مضي نصف ساعة صعدنا عقبة حجرية أفضت بنا إلى مستو فسيح به أشجار وسرنا إلى الجنوب، وفي الساعة الثانية مررنا بالجديرة، وفي الساعة الرابعة بأمّ حمص، وفي الساعة السادسة بمحل يسمى الجيم، وفي الساعة 7 والدقيقة 40 وصلنا الطائف.
أقول: هذا الطريق طريق السيل، وإن لم يذكر مروره بالسيل، إلا أنه ذكره في أول كلامه حيث قال: (سالكين طريق السيل أو اليمانية) ، وطريق السيل هو طريق اليمانية، كما أنه ذكر مروره ببئر البرود والسولة ووادي اليمانية
وقال (80) : والطريق الآخر، قال صادق باشا: بعد إقامتي بالطائف جملة أيام، رغبت في العودة إلى مكة وأعددت البغال اللازمة للسفر في صباح يوم الخميس