243الحمق ومنزله بعسفان، وقد قضى لهاشم بالغلبة، فأخذ هاشم الإبل ونحرها وأطعمها من حضره، وخرج أمية إلى الشام عشر سنين، فكانت هذه أول عداوة بين هاشم وأمية 1.
وقد أجاد في شعره مطرود بن كعب الخزاعي عندما مرَّ برحل مجاور في بني هاشم وفيه بنات له وله امرأة في سنةٍ شديدة:
يا أيّها الرجل المحول رحله
الآخذون العهد في آفاقها
والراحلون لرحلة الإيلاف 2
تولى الزعامة بعد هاشم بن عبد مناف أخوه المطلب بن عبد مناف، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم وذا شرف في قومه وفضل وكان سيداً مطاعاً في قومه، وكانت قريش تسميه الفيض لسماحته، فولي بعد هاشم السقاية والرفادة، وهو الذي عقد الحلف لقريش مع النجاشي في متجرها، وخرج مرّةً لتجارة إلىٰ أرض اليمن، وتوفي بردمان من بلاد اليمن 3.
زعامة عبد المطلب
لما أراد هاشم الخروج إلى الشام حمل امرأته سلمىٰ بنت عمرو إلى المدينة؛ لتكون عند أبيها وأهلها، وكان معهُ ابنهُ (شيبة) . فلما توفي هاشم في سفره، أقامت بالمدينة مع ابنها. واتفق أن مرَّ رجل من تهامة بالمدينة فرأىٰ غلماناً يتناضلون فإذا غلام منهم إذا أصاب يقول: أنا ابن سيد البطحاء، فقال له الرجل: من أنت يا غلام؟ فقال: أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف، وانصرف الرجل حتىٰ قدم مكة، فوجد المطلب جالساً في الحجر، فقصّ الرجل علىٰ ما رأىٰ من ابن أخيه، فقال