234لاوي بن قيطور بن كركر. وكان يعشر من دخل مكة من ناحيته، وكانت بينهما حروب فتارة تكون على الجرهمين وأخرىٰ لهم، واستقام الأمر لجرهم آخر المطاف 1وينقل حسين أمين في موسوعة العتبات المقدسة 2: أنَّ في أيام الحارث ابن مضاض الجرهمي نشطت حركة بني إسرائيل، وزحفوا يريدون مكة من الشمال، فقاتلهم الحارث بن مضاض، فهزمهم واستولىٰ علىٰ تابوت من الكتب يحملونه، وفيه ما انتحلوه من الزبور.
سقوط جرهم
وردت أخبار متباينة في كيفية سقوط جرهم. فمن ذلك ما ذكره ابن هشام 3: أنّ جرهماً بغوا بمكة واستحلوا حلالاً من الحرمة، فظلموا من دخلها من غير أهلها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدىٰ لها، ففرق أمرهم، فلما رأت بنو بكر ابن عبد مناة من كنانة، وغبشان من خزاعة ذلك أجمعوا لحربهم وإخراجهم من مكة، وكانت مكة في الجاهلية لا تقر فيها ظلماً ولا بغياً، ولا يبغي فيها أحد إلّا أخرجته، ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلّاهلك مكانه. فيقال: إنها ما سميت بكة إلّاأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئاً. فلما أحسَّ عمرو بن الحارث الجرهمي خرج بغزالي الكعبة وبحجر الركن فقذفها في زمزم، وانطلق هو ومن معه إلى اليمن، فحزنوا علىٰ ما فارقوا عن أمر مكة وملكها حزناً شديداً، فقال عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض في ذلك شعراً:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
ولهذا الشعر قصة لطيفة: إنّ عمرو بن الحارث كان قد نزل بقنونا من أرض