227وتعالىٰ أن يأتيهما صالحاً يأنسا به، فأوحىٰ اللّٰه إلىٰ آدم: ( سأخرج من صلبك من يسبحني ويحمدني، وسأجعل فيها بيوتاً ترفع لذكري، وأجعل فيها بيتاً أخصّه بكرامتي واُسميه بيتي، وأجعله حرماً آمناً. . . تعمره أنت يا آدم ما كنت حيّاً، ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك. . .) 1.
ولما حقق اللّٰه لهُ ذلك، وأصبحت لهُ ذرية ورعية، واجه آدم في زعامته المشكلة الأولىٰ، وهي الصراع بين قابيل وهابيل.
وعلىٰ ما في بعض الروايات احتكموا إليه في أمر زواج كلّ واحد من توأم أخيه الآخر، وكانت توأم قابيل أكثر جمالاً، فحكم عليهم أن يقربا قرباناً تأكل النار من تقبل منهما ويستحق الاخت الجميلة ( واتلُ عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتُقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر) 2.
فاستشاط قابيل غيضاً عندما جاء الحكم ليس بصالحه ورفض الحكم، وقتل أخيه هابيل بعد أن قال له هابيل ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يَدِيَ إليك لأقتلك) 3لكن قابيل ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله) 4.
ومن هذا الحدث الخطير انقسمت الانسانية ومنذ عصر آدم عليه السلام إلىٰ قسمين:
أهل الخير وأهل الشر. احتفظ أبناء آدم الخيرين من ذرية آدم بموقعهم قرب الكعبة في جبال مكة وضواحيها. بينما ذهب قابيل وبنوه إلىٰ سهول الجزيرة واليمن، واندفعوا في أرض اللّٰه الواسعة بعيداً عن نور النبوّة ومشعل الهدىٰ فراحوا في ظلام الجهل يتخبطهم الشيطان، يفعلون المنكر ويأتون الشهوات ويعيثون في الأرض فساداً، وتعلموا الطرب والغناء وما شابه ذلك من الموبقات.
زعامة شيت
عندما مرض آدم عليه السلام مرضه الأخير. جعل الوصيّة لابنه شيت، وأمره أن يكتم علمه عن قابيل حتىٰ لا يفعل به ما فعله مع هابيل، ومنع بنيه من الاختلاط