222أهمية مكّة
تعود أهمية زعماء مكة، إلىٰ أهميتها من الناحية التأريخيه، والمعنوية والاقتصادية.
الناحية التأريخية والخلاف في قدم مكة
فمن الناحية التأريخية. فقد اُختلف في تأريخ مكة، هل كانت قائمة قبل إبراهيم عليه السلام ثم عرض عليها الخراب بعد ذلك فجدّدها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، أم أنّ تاريخ بنائها وإنشائها يعود إلىٰ إبراهيم عليه السلام؟ ذهب بعض أهل التفسير وكتّاب التأريخ من المسلمين إلىٰ أنّها أسبق من إبراهيم عليه السلام ويعود تأريخها إلىٰ آدم عليه السلام، مستدلين علىٰ ذلك بمجموعة من الروايات والأقوال والأقاصيص. في حين ذهب الرأي الآخر إلىٰ أنّ هذه الروايات أخبار آحاد. والأقوال والأقاصيص خرافات وإسرائيليات، وبعضها يعتمد على ما حرّف من التوارة والإنجيل، فلا مجال للاعتماد عليها. وإنما المتيقن أنّ إبراهيم هو أول من بناها. كتاباً وسنةً صحيحةً.
وبعضهم توقف عن الحكم. وقالوا: اللّٰه أعلم؛ لأنّ العقل لا مجال له للحكم في هذا الباب سلباً أو إيجاباً 1.
دافع السيد الطباطبائي 2عن الرأي القائل بقدم مكة: فقال في معرض تعليقه علىٰ هذه الأخبار «ونظائر هذه المعاني كثيرة واردة في أخبار العامة والخاصة وهي وإن كانت آحاداً غير بالغة حدّ التواتر لفظاً أو معنى، لكنّها ليست معادمة النظير في أبواب المعارف الدينية ولا موجب لطرحها من رأس» وفي موضع آخر أثناء رده على الرأي الآخر: قال: «ما ذكره لا يخلو من وجه في الجملة إلّاأنّهُ أفرط في المناقشة، فإنّ التناقض أو التعارض إنما يضرّ لواحد بكلّ واحد منها.
أما الأخذ بمجموعها من حيث هي - بمعنى لا يطرح الجميع لعدم اشتمالها علىٰ ما يستحيل عقلاً أو يمنع عقلاً - فلا يضره التعارض الموجود فيها، هذا بالنسبة لأخبار المعصومين (الأنبياء والأئمة عليهم السلام) ، أما غيرهم من المفسّرين فحالهم حال