203الساعة التاسعة من تلك الساعات وصلنا إلى منزل (بئر طفلة) ، وكانت هناك بعض البيوت. ويوجد هناك بطيّخ أيضاً، إلّاأنّه لم يكن من النوع الجيّد.
في يوم الجمعة، التاسع والعشرين من ذي الحجة، ركبنا ثم سِرنا، وعند الغروب ترّجلنا للصلاة، ثم أقمنا الصلاة. أستجير باللّٰه من الجمّالين، إنّهم مجموعة من الغلمان السّود، الذين يتسببون في جَلْب المصائب على الحجيج، لا يَدَعون الجَمَل يرفع قدماً عن قدم، يصيحون على الجميع ويصرخون: شوَيْ شوَيْ.
لأربع ساعات مضينَ من الوقت، نزلنا. وعند وقت صلاة الصبح نزلَ كذلك المطر.
ومع مرور عدة أيّام على الشتاء، لا يمكن ارتداء شيء أبداً. حتىٰ في داخل المحفّة كُنّا نَعرق. نعوذ باللّٰه من الصّيف إذ لا يُعْلَم ماذا يحصل للناس!
يوم السّبت غرّة شهر محرّم الحرام 1298، نزلنا في (بئر هندي) . كانت هناك بعض الآبار وقليل من البيوت المبنيّة من القَصَب. عند الغروب من اليوم نفسه ركبنا، وعند انقضاء ساعة من اللّيل توقّف الحجاج؛ لأن الطريق كان موحّلاً ولا يمكن السّير فيه، فَصَفّوا الجمال واحداً بعد آخر، وبمشقة كبيرة سِرْنا هذه الليلة حتىٰ صلاة الصبح. بعد أن أقمنا الصلاة ركبنا. ولأربع ساعات بقينَ للغروب وصلنا منزل (رابغ) عند ساحل البحر. كُنّا لعشرين ساعة كاملة في المحفّة، جائعين، دون قوت أو غذاء. منزل (رابغ) تكثر فيه النخيل، وفيه قلعة، وهناك جنود كانوا فيه رافعين عَلَماً، وبعض المدافع كذلك توجد في هذه القلعة. يوجد اللّيمون والنارنج كذلك في هذا المكان، ولم يبقَ للحجاج إلّاالتعب والمشقة. . .
ليلة الأحد الثاني من شهر محرّم، لثلاث ساعات بقينَ من الوقت ركبنا من منزل (رابغ) ، وأدينا فريضة الصبح خلال الطريق، ثم ركبنا ثانية. وفي العصر نزلنا لأداء فريضة الظهر والعصر، ثم ركبنا ثانية حتىٰ سبع ساعات مضينَ من اللّيل، سِرْنا باستمرار حتىٰ وصلنا إلىٰ منزل (بئر عثمان) . كانت هناك بعض آبار الماء في هذا المنزل. لا أحد يخطر بباله أنّ كلّ واحد منّا ما ظَلَّ راكباً إحدىٰ وعشرين