204ساعة! ومن قِلّة الجمال والحركة البطيئة للبقية الباقية منها، فقد كانت معاناة الحجّاج بشكل لا يمكن وصفه في هذه السطور. الكلّ مُتعب وحَيْران ودون عشاء، والجميع أصيبوا بالدهشة خاصة المشاة منهم!
وبعد مشقة وعناء ركبنا ثانية، وكان الركوب المذكور في يوم الثلاثاء الرابع من شهر محرّم الحرام. كان الطريق اليوم كلّه أودية مُحاطة بأشجار اُم غيلان من طرفيها. ووقت صلاة العصر، نزلنا، وبعد أداء الواجب ركبنا. لثلاث ساعات مضينَ من اللّيل، وصلنا ليلة الاربعاء الخامس من الشهر. كان الحجّاج الشاميّون ساقطين. وكانت الجمال كلّها سائبة خلال الطريق بشكل لا يمكن وصفه.
وفي منتصف تلك اللّيلة قام الحجيج الشاميّون بالطّبخ، ثم تحركنا وقت أذان الصبح، وبقيَ الحجيج كلّهم على الأرض. هذا المنزل الذي يُعرَف ب (أبو زجاح) 1، ويُقال (بئر قچي) و (شيخ علي) كذلك، ويقولون: إنَّ أهل هذه القرية كلّهم من الشيعة، هذا المنزل تكثر فيه النخيل، وفيه قناتان أو ثلاث للماء الجاري أيضاً. . .
قضت القافلة أربع ساعات علىٰ هذا المنوال، لقد تحمل الحجّاج المساكين الكثير من الأذى علىٰ يد هؤلاء الجمّاليين، كان لابدّ من الإتيان تدريجيّاً بالجمال السائبة، ثم ركبوا. تحركنا من منزل اليوم وهو (بئر قچي) ، وقطعنا الطريق كلّه خلال الوديان. كان هناك قليل من الاماكن العامرة، وهناك الكثير من النخيل علىٰ سفوح الجبال، كما كانت فيها مياه جارية جيّدة. مما جعله مكاناً لطيفاً وجميلاً جداً.
الخميس، السادس من الشهر، لأربع ساعات مضينَ من اللّيل، وصلنا منزل (بئر قچي) وكان الماء يخرج من تحت أرض قچي. وفي الساعة الثامنة تناولنا الطعام ثم نمنا. وعند انبلاج الصبح، تحرّك الحجيج الشامي وكان السّيد صاحب السّمو حسام السلطنة دام اقباله العالي قد تحرّك معهم، وبقي هُنا الأمير ابو النصر ميرزا 2مع متاعه. بعد انقضاء ساعتين من النهار، ذهب أحد الحجّاج إلىٰ بستان