194المسافرون. وكانت القوافل إبّان ذلك الوقت قلّما تخلو من مواجهة المصاعب والمشاكل، وخصوصاً عند تعرّضها للهجمات، التي كان يقوم بها الأعراب وقطاعُ الطرق. وقد أطنب المؤلف في وصف تلك العقبات والمشاكل.
لقد سعىٰ رجال البلاط في العهد القاجاري بجدّ إلى التعرف على الأدب والثقافة والتاريخ، وهو أمرٌ شمل عدداً محدوداً من نساء الطبقة العُليا لتلك العوائل.
والكتاب الذي بين أيدينا هو خير شاهد علىٰ مستوى الثقافة الذي تطلّعت به بعض نساء البلاط آنذاك، وتأتي أهمية هذا الكتاب إضافة إلىٰ ما ذُكر في كونه تأليفاً لامرأة، من طبقة الأشراف، حيث يعكس انطباعاتها بمهارة، وهو ما يميّزه عن باقي اليوميات المكتوبة في الفترة نفسها. وهذه اليوميات، التي تعود إلى العهد القاجاري هي الثانية بعد يوميات السفر المنظومة في العهد الصفوي من قبل امرأة مثقّفة، وقد طبعت ونشرت.
وقد تمّت تهيئة هذا المتن طبقاً لنسخة كانت معروفة لدينا، هي نسخة محفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي رقم 2 تحت رقم (1225) (الفهرست، ج2، ص172) .
* * *
بداية الرحلة
هذه هي يوميات الرحلة إلىٰ بيت اللّٰه الحرام، التي اكتبها بمعونة اللّٰه القادر المتعال مشروطة بسلامة مزاجنا.
يوم الثلاثاء 24 / شهر رمضان المبارك / 1297ه، لأربع ساعات بقين للغروب. تحركنا بالطالع الحسن من دار الخلافة، . . .
بداية السفر إلى الحج 1
ليلة السبت، الثالث من شهر ذي القعدة الحرام، جلستُ حتى الساعة السابعة مشغولة بالكتابة والتوديع وأردّد مع نفسي: