6عرفتها البشرية، وأوحتها السماء، رحمةً للعالمين، من بين صخور جبل النور، وحيث الصرخة الكبرىٰ إنّ اللّٰهَ بريءٌ من المشركين ورسولُه . . ومروراً بعصور الإسلام المتعاقبة، ثم عصرنا المملوء بالأحداث والتساؤلات علىٰ كل المستويات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. . وأيضاً العقائدية والفقهية، التي باتت هي الأخرىٰ تشكّل علاجاً، ومأوى يلجأ إليه كلُّ المتحيرين؛ لمعرفة رأي السماء فيما يدور حولهم، ويستحدث من مشاكل ومعضلات، خاصة فيما يتعلّق بأداء هذه الفريضة المقدّسة. . .
إنّ «ميقات الحج» - التي ولدت وشبّت وترعرعت في قم المقدسة، حيث الحوزة العلمية الشامخة، وحيث الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية المنبثّة هنا وهناك في الجمهورية الإسلامية - تأمل من ساداتها العلماء والمفكّرين والكتّاب والأدباء في هذه البلاد وفي البلدان الأخرىٰ أن يرفدوها بما يقوّم وجودَها من عطائهم الثر، وأن يوردوها من منهلهم العذب، وأن ينعموا عليها من فكرهم الثاقب، وأن يسدّدوها بنقدهم البناء، وهي المفتقرة دائماً إلىٰ عطائهم وإلىٰ تسديدهم، والمنتظرة إرشادهم؛ لهذا ولغيره تتمنىٰ أن لا تحرم من موائدهم المليئة بكلّ ألوان المعرفة فقهاً وفلسفةً وتأريخاً. . لتلتقط كلَّ ما حوته تلك الموائد - فهي لا تحوي إلّا الجميل - ولتضعه بدورها بين يدي قرائها ومحبيها داخل إيران وخارجها، ولا سيما بعد أن راحت تجد نفسَها إلىٰ جوار مجلات أخرىٰ من شتى البلدان، وفي أماكن متعددة من العالم، ونالت نصيبَها من أوقات الكثيرين من المحقّقين والباحثين، ومن آرائهم وثنائهم، والأستاذ حمد الجاسر من الرياض في المملكة العربية السعودية، كان واحداً منهم. فقد تلقّت مجلتُنا منه رسالتين مفصّلتين بعث بهما إلىٰ رئيس تحريرها حجة الإسلام والمسلمين السيد علي قاضي عسكر، ومما جاء