247العاصمة المصرية قد زُيِّنَت بالمصابيح في كلّ ركن منها، وخرج ابن سلطان مصر مع جماعة من الأمراء؛ لاستقبال الوفد القادم. ووصف ابن تغري بردي والمقريزي ذلك اليوم بأنّه كان يوماً مشهوداً، وأن القاهرة لم تشهد طول حياتها مثل ذلك اليوم. وكان شاهرخ قد أرفق رسالته بهدايا قيّمة شملت (100) فصٍّ من الفيروز و (81) بالة منالحرير، وعدداً من الحُلَل والجلودوالقِرَب، وثلاثين بعيراً خراسانياً وأشياء ثمنية اُخرىٰ. وتسلّم المبعوثون الخراسانيون بالمقابل هدايا قيّمة كذلك. ثم توفي الخواجة كلال ودُفِنَ الأب والابن معاً في القدس الشريف بصورة مؤقتة.
مَن صَبَرَ ظفر!
غادر السيد محمد زمزمي في 847ه. الىٰ مصر، فوافق الملك الظاهر علىٰ طلب شاهرخ لإكساء الكعبة بالحُلّة وأن يفي بنذره كيف ما ارتأىٰ. فأنيط أمر نقل الحُلّة الىٰ بعض من كبار رجال خراسان منهم الشيخ محمد المرشدي شيخ الإسلام وشمس الدين محمد أبهري. ويروي مؤرخو مصر أنَّ إحدىٰ زوجات تيمورلنك كانت ترافق القافلة المذكورة.
حُلّة يزدية:
كان قد تمّ صُنع حُلّة الكعبة الشريفة في دار العبادة في يزد، ثم اُرسلت الىٰ هرات وحُفِظَت في خزانة العاصمة. فحمل المبعوثون في هذه السنة (848ه) تلك الحُلّة وتوجهوا الىٰ مصر.
كانت ترافق الحُلّة مجموعة مؤلّفة ممّا يقارب مئة شخص. فلمّا وصلت القافلة الى الشام استقبلهم أمراء وأعيان تلك المنطقة بحفاوة بالغة. وأثناء وصولهم الىٰ مصر في يوم الخميس 15 شعبان 848ه. خرج جمعٌ من المقرّبين الى الملك الظاهر وبعض خواصّه؛ لاستقبال القادمين، وأنزلهم في دار جمال الدين المحافظ في ناحية بين القصرين. ثم تَمَّ استقبالهم من قِبَلِ الملك الظاهر سلطان مصر يوم الاثنين 11 رمضان 848ه. وكان قد أصدر السلطان أمراً بإعداد حفلٍ بهيٍّ ترحيباً بالضيوف،