248وقد وصف السخاوي وابن تغري بردي ذلك الحفل بإسهاب وإطناب.
السّرقة تَطال المبعوثين:
بالرغم من أنَّ السلطان كان قد أمر بوضع ما أتىٰ به المبعوثون من الهدايا، وكذلك حُلّة الكعبة في مكان آمن وأمين، إلّاأنَّ مجموعة من المماليك الذين بلغ عددهم (300) نفر قامت بالهجوم على الضيوف أثناء عودتهم من قصر السلطان الىٰ منزلهم، وسلبوا ما كان معهم من الهدايا والأشياء النفيسة الاُخرىٰ من كُتب وفُصوص وقِرَب وذهب وجلود. .
وهُرِعَ اثنان من أمراء مصر وهما يلخجا (يل خواجة) وينال علايي دوادار والأمير تنبك حاجب الحجاب علىٰ إثر سماع صياح وأصوات المبعوثين الخراسانيين وانقذوهم من براثن اللّصوص.
السلطان يقدّم اعتذاره
ويروي عبد الرزاق السمرقندي أنّ السلطان تأثّر كثيراً بعد سماعه نبأ الهجوم على المبعوثين الخراسانيين وقال: لقد أغضَبَ المشاغبون صديقي وألّبوه عليَّ. فقدّم اعتذاره لخراسان، ثم أمر بإرجاع كلّ ما سُلِبَ إلىٰ أصحابه، وأغدق عليهم من الهدايا ما زاد عمّا فقدوه.
معاقبة اللّصوص:
عوقِبَ المماليك الذين قاموا بالهجوم على المبعوثين، وقطِعَت رواتب بعضهم، وقُيِّد البعض الآخر بالسلاسل وطيف بهم في طول المدينة وعرضها، ونوديَ بين الناس أنَّ هذا هو عقاب من يقوم بسرقة أموال حجّاج بيت اللّٰه.
ثم بعث سلطان مصر بحُجّاج مصريين رافقوا المبعوثين الخراسانيين إلىٰ مكّة، وعُلِّقت الحُلّة أخيراً داخل الكعبة في يوم عيد الأضحى المبارك، ثم عادَ المبعوثون الىٰ هرات بعد أدائهم مراسم الحجّ، وعند وصولهم الىٰ هناك قاموا بتقديم تقرير مفصّل عن رحلتهم تلك المليئة بالمغامرات الىٰ شاهرخ.