238
الحُلّة الخراسانية تكسي الكعبة الشريفة
آصف فكرت
السطور القليلة القادمة تحكي قصة حَدَثٍ تأريخيّ مهم في القرن التاسع الهجري، ألا وهو مراسم إكساء الكعبة الشريفة بأول حُلّة صنعت بأيدٍ خراسانية.
وكان ذلك بهمّة شاهرخ بن الأمير تيمور غوركان، وقد عمل المذكور جهده كما ستقرأ ذلك فيما بعد - ولفترة طويلة من حكمه - للوصول الىٰ مراده ذاك. ولهذا السبب كان قد ارسل عدّة بعثات الىٰ مصر؛ لإثبات حُسن النيّة، وصرف في سبيل ذلك مبالغ طائلة حتىٰ نال في النهاية هدفه، ولولا ذلك لاقتصرت مسألة إكساء الكعبة على العرب وحدهم، ولحُرِمَ غيرهم من الأمم المسلمة شرف ذلك.
لقد ظَلَّ موضوع اكساء الكعبة - ومنذ العهد الجاهلي حتىٰ عهد الخلفاء وعلىٰ مرّ العصور - موضع اهتمام المؤرّخين والمحقّقين، ويمكن الوصول الىٰ ما يتعلّق بهذه المسألة بمجرد الرجوع الى المصادر المتعلّقة بذلك الموضوع. وليس هدفنا من هذه المقالة الموجزة إلّاالإطّلاع علىٰ جوانب بسيطة من هذا الموضوع، والاشارة إليه دون إطناب أو تفصيل.