213المسجد الحرام الأصلي سوف يكون سبباً للمشكلة ذاتها في أيام الحج وغيرها من مواسم الازدحام إن لم تكن المشكلة عندئذٍ أعظم، ما لم يتم نقله إلىٰ خارج المطاف، وبذلك يكون إلغاءً لدور المقام الذي أكده القرآن الكريم بالصلاة عنده كجزءٍ من شعائر الحج.
ثالثاً: إن التصرف بمثل هذه الأمور، التي كان لها هذا القدر من الثبات والأصالة في تاريخنا يفتح الباب واسعاً أمام الاجتهادات والوقوع في تجاوزات خطيرة لا يعلم مداها إلّااللّٰه تعالىٰ.
رابعاً: إن هذا العمل يؤدي إلىٰ وقوع الاختلاف بين المسلمين، وقد وضع اللّٰه تعالى الحجّ من أجل أن يكون تجسيداً ومظهراً لوحدة المسلمين وتعاونهم، وقد كان من نعم اللّٰه العظيمة على المسلمين أن كانت شعائر الحج ومناسكه ومواضعه مما اتفق المسلمون علىٰ أركانه وأعماله العامة؛ لوجود النصوص المشتركة المتفق بينهم عليها ومنها الرواية التي يرويها الإمام الباقر عن جابر بن عبداللّٰه الأنصاري في حجّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله والتي يرويها الفريقان.
خامساً: إن وجود هذا المقام في هذا المحل شيء تلقيناه بالضرورة من عهد الصحابة بلا شك فهو أمر شرعي لا شك فيه ولا شبهة، وما يذكر من حديث نقله إنما هو رواية لا ترقىٰ إلىٰ درجة الاطمئنان فضلاً عن القطع واليقين، فلا يصح الركون إليها في مثل هذه الأمور الخطيرة.
وإذا كان النقل قد وقع حقيقة فهذا يعني أنه أمر قد عرفه الصحابة من أيام رسول اللّٰه وأخذوا جوازه منه، وإلّا لاختلفوا فيه إذا كان لمجرد الاجتهاد كما نراه في الأمور الأخرى الاجتهادية التي حدثت بعد رسول اللّٰه، فلا يصح النقل الآن لمجرد الاجتهاد.
الدكتور أحمد عبدالمجيد حمود - استراليا
الدكتور عضو المجمع العالمي لأهل البيت وله مؤلفات عديدة منها:
- الإمام جعفر الصادق عليه السلام رجل العلم والسياسة.
- دراسة حول مشايخ الكليني في كتاب الكافي.