210للكتاب والحكمة، لتكون دواعي التأسي والاقتداء به أعظم وأبلغ.
ولذلك جعل الإمام الصادق عليه السلام هذا الفرض من علل الحج «ولتعرف آثار رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وتعرف أخباره ويذكر ولا ينسىٰ» .
ولا زال المسلمون يتطلعون إلىٰ هذه الذكريات والمواقع عندما يقرأون القرآن، ويتحدثون بسيرة النبي صلى الله عليه و آله وأعماله، ويفتشون عن غار حراء وثور ودار الأرقم ومواقع شجرة الرضوان وبدر وأُحد والخندق، وأسطوانة التوبة ومسجد قبا ومحراب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وغيرها من المواضع.
ويشعر الإنسان بالحزن والأسىٰ - بل المقت أحياناً - عندما يجد هذا الإهمال أو الإعفاء لهذه الآثار والمواقع تحت دعاوى واجتهادات خاصة، ونظرة ضيقة متحجرة ما أنزل اللّٰه بها من سلطان ولا دلّ عليها دليل أو برهان.
السادسة: التفقه في الدين والاستزادة من المعرفة من خلال نقل الأخبار والأحاديث، والاطلاع على العلم والأحكام الشرعية؛ حيث كان أصحاب الأئمة في عصورهم يبذلون جهوداً كبيرة في الحج من أجل الحصول علىٰ أكبر قدر ممكن من العلوم الدينية، وكذلك لابدّ للمؤمنين من أن يبذلوا جهوداً كبيرة؛ للحصول علىٰ هذه العلوم من خلال لقاء العلماء والمجتهدين أهل المعرفة والثقافة الإسلامية الأصلية حيث تكون فرصة الحج فرصة ثمينة وغالية، لا سيما لأهل البلاد النائية أو التي يقل وجود العلماء أو يصعب الوصول إليهم فيها.
وقد طبق أهل البيت عليهم السلام آية النفر في أحد مصاديقها على الحجّ، فقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام في بيان علل الحج قوله: «مع ما فيه من التفقه ونقل أخبار الأئمة عليهم السلام إلىٰ كلّ صقع وناحية، كما قال اللّٰه عزّوجلّ فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون وكما قال وليشهدوا منافع لهم » فجعل ذلك من المنافع أيضاً.
وقد كان أهل بعض البلاد الإسلامية (مثل جزيرة جاوه) يعدّون الحاج إلىٰ