199الأمرين: بين أن يكون قد نقله في أول ولايته أو صدر إمارته وبين أن يكون ردّه بعد سيل أمّ نهشل في الخامسة من خلافته سنة 17 أو 18 كما في «شفاء الغرام» .
ويؤيّده ما مرّ ذكره عن الإمام مالك في «المدوّنة الكبرىٰ» حيث قال: كان المقام ملصقاً بالبيت في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله وعهد أبي بكر، وبلغني أن عمر بن الخطاب لما ولي وحج ودخل مكة أخّر المقام إلىٰ موضعه الذي هو فيه اليوم 1.
العلّة في تحويله من محلّه:
مرّ خبر الصدوق في «علل الشرائع» عن الصادق عليه السلام بشأن المقام، وكان عنوانه: علة تأثير قدمي إبراهيم عليه السلام في المقام، وعلة تحويل المقام من مكانه إلىٰ حيث هو الساعة. وجاء فيه في علة تحويله من محله قوله عليه السلام: ثمّ قال عمر: قد ازدحم الناس علىٰ هذا المقام 2وهذا هو الخبر الوحيد مما بأيدينا في تعليل تحويل المقام من محلّه.
ومرّ في خبر الفاكهي في «أخبار مكة» عن سعيد بن جُبير قال: فلمّا كثر الناس خشي عمر بن الخطّاب أن يطؤوه بأقدامهم فأخرجه إلىٰ موضعه هذا الذي هو به اليوم 3.
ذكر هذا الخبر سائد بكداش في كتابه في فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام، وقال: ومن هذا الأثر عن ابن جبير أخذ ابن كثير ومن تابعه (ابن حجر) علة تأخير عمر للمقام 4.
وقال: قال ابن كثير (ت 774ه) في بيان وجه تأخير عمر للمقام:
«وقد كان المقام ملتصقاً بجدار البيت حتىٰ أخّره عمر بن الخطّاب في إمارته إلىٰ ناحية الشرق؛ بحيث يتمكّن الطُوّاف منه ولا يشوّشون على المصلّين عنده بعد الطواف، فإن اللّٰه قد أمرنا بالصلاة عنده» 5.
قال: وقد تابع الحافظ ابن حجر (ت 852ه) في هذا الموضع من «فتح الباري» تابع ابن كثير متابعة تامة، فذكر كلامه وأدلّته، ولم يصرّح باسمه، وصاغ