196فقال: ائتني به، فأتاه به، فقاسه ثم ردّه إلىٰ ذلك المكان 1.
ومن قبل مرّ في خبره في «علل الشرائع» بإسناده عن سليمان بن خالد عن الصادق عليه السلام قال: أخذ إبراهيم عليه السلام الحجر فوضعه بحذاء البيت لاصقاً به بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم. وفي آخره: فلما كثر الناس صاروا إلى الشرّ والبلاء ازدحموا عليه، فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت.
فلمّا بعث اللّٰه عزّوجلّ محمداً صلى الله عليه و آله (وفتح مكة) ردّه إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم عليه السلام، فما زال فيه حتىٰ قُبض رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، وفي زمن أبي بكر وأول ولاية عمر، ثمّ قال عمر: قد ازدحم الناس علىٰ هذا المقام، فايّكم يعرف موضعه في الجاهلية؟ !
فقال له رجل: أنا أخذت قدره بقيد! فقال له عمر: والقدر عندك؟ قال: نعم، قال: فاتني به، فأمر بالمقام فحُمل ورُدّ إلى الموضع الذي هو فيه الساعة 2.
وفي خبر آخر عنه عليه السلام قال: ما بين باب البيت إلى الركن العراقي هو الموضع الذي كان فيه مقام إبراهيم عليه السلام 3.
وروىٰ ابن إدريس الحلي في «كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي» عن «كتاب مسائل داود الحضرمي» قال: سألت أبا الحسن موسىٰ بن جعفر الكاظم عليه السلام عن أفضل موضع للصلاة بمكة؟ فقال: عند مقام إبراهيم الأول، فإنه مقام إبراهيم وإسماعيل ومحمد صلى الله عليه و آله 4.
وروى السجستاني في «مسند عائشة» بسند عن هشام بن عروة (عن خالته عائشة) قال: (قالت) : كان رسول اللّٰه (بعد فتح مكة) يصلي إلىٰ صقع البيت ليس بينه وبينالبيت شيء، وأبوبكر، وعمرصدراً منإمارته، ثمّإنّعمر ردّالناسإلى المقام 5.
تاريخ النقل ومناسبته:
وقال الإمام مالك في «المدوّنة الكبرىٰ» : كان المقام ملصقاً بالبيت في عهد