192زجاجية عليها قبة صغيرة كرؤوس المنائر.
وقد جاء البياض فيه فيما رواه العيّاشي السمرقنديّ في تفسيره عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: ثلاثة أحجار نزلت من الجنة: حَجر بني إسرائيل، ومقام إبراهيم عليه السلام والحجر الأسود، وكان أشدّ بياضاً من القراطيس فاسودّ من خطايا بني آدم 1.
مع ما رواه الصدوق في «علل الشرائع» بسنده عن ابن أبي يعفور قال: إن الصادق عليه السلام ذكر الحَجر فقال: لقد كان أشدّ بياضاً من اللَّبن: ثمّ قال: أما إنّ المقام كان بتلك المنزلة 2.
ووردت الحمرة فيه فيما رواه القطب الراوندي في «قصص الأنبياء» : أن آدم عليه السلام لما اُمر ببناء البيت ناداه جبل أبي قُبيس: يا آدم؛ إنّ لك عندي وديعة، فدفع إليه الحجر والمقام، وهما يومئذٍ ياقوتتان حمراوان 3.
وخبر الصدوق معتبر موثوق مسند مؤيّد بخبر العيّاشي، ولا تعارضهما مرفوعة القطب الراوندي، ولا مرفوعة الصدوق فيه عن وهب بن منبّه اليماني (عن ابن عباس) أنه ذكر الركن (الحجر الأسود) والمقام فقال: إنهما ياقوتتان من ياقوت الجنّة، اُنزلا فوضعاً على الصفا فأضاء نورهما لأهل الأرض ما بين المشرق والمغرب 4.
ولا مرفوعة الطبرسي في «مجمع البيان» عن عبد اللّٰه بن عمرو (ابن العاص) عنه صلى الله عليه و آله قال: الركن (الحجر الأسود) والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة، طمس اللّٰه نورهما، ولولا أن اللّٰه طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب 5وهي بعكس السابقة في الاشراق.
كيف وُصف بأنه آية بيّنة؟
إذا كان حجر المقام من حجر الجنة فهو آية بالمعنى العام، من دون أن يكون آية خاصة ولا سيما أن يكون آية بيّنة، وإنّما ذلك لما رواه الكلينيّ في «فروع الكافي» عن علي بن إبراهيم القمي بإسناده عن ابن سنان قال: