145وتطوّر. فلم نرَ في طريق عراق (اراك) وهمدان وكرمانشاه منطقة، إلّاوكان نساؤها وفتيانها منهمكين بهذا الفن، فعلىٰ سبيل المثال، رأيتُ في كرمانشاه سجّادتين (زين پوش) جميلتين، وهما من صنع إحدى النساء، وقد نقشت أنواع الزهور عليها، وجميعها ذات ظلال، وقد كان إبداع المرأة المذكورة لدرجة يُظَنّ معها أنّها قد رُسِمت بريشة رسّامٍ إفرنجي. ولكن للأسف فإنّ أغلب ألوان الصبغ إفرنجيّ وغير ثابت، وأن الألوان النباتية الثابتة قد نُسخت نهائياً، ولهذا السبب، فإنّ تجارة السجّاد قد تدهورت منذ سنين عديدة، فياليت قادة البلد، يمنعون منعاً باتاً استعمال ألوان الصبغ الإفرنجي في الصناعات الإيرانية.
قُطّاع الطرق في نوبران:
كان في نوبران مركز لصيانة الطريق، وكان مكانه قرب الجسر، يسكنه عدد من العمّال، وكانوا أناساً أشراراً أو ذوي سلوك عدواني، متىٰ ما مرّ اثنان أو ثلاثة أشخاص من هناك، فتشوا جيوبهم وآباطهم، وإذا عثروا علىٰ أموال أو أشياء ثمينة سلبوها منهم، وقد رأيتُ عدداً من زوّار منطقة هرات المترجّلين قد حدثت معهم مثل هذه الأعمال، وقد تعرّضوا جميعاً للاعتداء. وأخذ ما معهم بالإكراه.
ومن حدود ايران الىٰ حدود بغداد في أرض العراق يمكن مشاهدة قرًى ومناطق كثيرة، مثل: خانقين، ومدينة وان، وبعقوبة، وقزل رباط، ومندلي وغيرها، وجميع هذه المدن ترتوي من الأنهار النابعة من إيران، وكلّها خضراء يانعة، في حين إن الأراضي الإيرانية، التي تمرّ عِبرها هذه الأنهار، صحراوية وقاحلة وعديمة النفع، حيث إنّه يمكن وبمبالغ بسيطة بناء السّدود، وتوجيه مياه غزيرة نحو الأراضي الخصبة والصالحة، وإحياء الزراعة، التي تحمل في طيّاتها منافع كثيرة للدولة والرعيّة، حيث يلي ذلك توفير الأمن علىٰ جميع الطرق، حتىٰ يتمّ الخلاص من الوضع الحالي، الذي يغير فيه لصوص الحدود كلّ يوم علىٰ قافلة من القوافل في منطقة ما فيسلبونهم كلّ ما يملكون.