139ولا نصب.
قال ابن هشام: القصب هٰهنا:
اللؤلؤ المجوَّف 1.
- وعن عائشة، قالت: ما غرتُ من أحد ما غرتُ علىٰ خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بثلاث سنين، ولقد أمر أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة 2.
- وقال ابن هشام: وحدثني من أثق به، أن جبريل عليه السلام أتىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، فقال: أقرئ خديجةَ السلام من ربِّها، فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: يا خديجة، هذا جبريلُ يُقرئك السلام من ربك، فقالت خديجة: اللّٰهُ السلامُ، ومنه السلامُ، وعلىٰ جبريل السلامُ.
عام الحزن:
شاءت السماء أن تمتحن هذا القلب الكبير، وقد امتحنته مرات ومرات، ولكن هذه المرّة في زوجته التي أبت إلّا أن تعيش كبيرة وتموت كبيرة، والتي كانت له وزيرَ صدق على الإسلام 3، وكانت شريكته في حياته كلّها، في دعوته، وفي تبليغه لها، وفي جهاده وتضحياته.
لقد رحلت عنه في السنة العاشرة من البعثة النبوية، ودفنت في مقبرة الحجون بمكّة بعد أن رحل قبلها - بشهور علىٰ قول وبأيام علىٰ قول آخر - عمّه أبو طالب الذي كان له عضداً وحرزاً في أمره، ومنعة وناصراً علىٰ قومه 4.
لقد رحلت هذه المرأة العظيمة، لتنتهي برحيلها ورحيل أبي طالب العم المدافع والمحامي القوي أولىٰ مراحل رسالة السماء، التي شكلت الفترة المكّية الأولىٰ بكلّ آلامها وأحداثها، كما كانت الفترة التأسيسية لهذه الرسالة المباركة، وكان لوجوديهما المباركين الأثر العظيم في تشكيل تلك المرحلة التي دامت قرابة عشر سنوات وفي بقائها واستمرارها وثباتها.
لقد رحلت هذه السيدة المباركة، بعد أن وصل نداء الإسلام الحبشة، وتجاوز صداه بقاع الحجاز، وبعد أن حملته قلوب صادقة ونفوس مضحية، وأيادٍ قوية. . .
رحلت هذه السيدة الجليلة، وغابت عن دنياه، ولكنها لم ترحل عن قلبه