96مرّة واحدة.
ونودّ الإشارة إلىٰ أنّ العادة جارية - في عصرنا - علىٰ إقامة المؤتمرات والاجتماعات في أرض منىٰ؛ للبحث وتبادل الآراء في أُمور المسلمين، وهو أمر مقبول إجمالاً، شريطة أن لا يكون مظهراً خالياً من المحتوىٰ، وكلاماً لا يقترن بالعمل، أو يكون - لا قدّر اللّٰه - مخالفاً لمرضاة اللّٰه ومصلحة المسلمين.
رمي الجمار:
وهو تدريب رائع لبعث روح الجهاد ضدّ العدوّ، فالجمرات الثلاث معالم للشرّ والخبث، وهنا التحم إبراهيم مع وسوسة الشيطان في صراع مرير، ثمّ ظهر على الشيطان، وليس المقصودُ من رمي الأحجار التافهة، ضربَ معلم الشرّ (البناء) البارز، بل هو إعداد نموذجيّ للبشريّة من أجل خوض الصراعات المستمرّة في جميع ميادين الحياة.
وميدان الرمي هذا - علىٰ حدّ تعبير حافظ عامر بيك - مكان لصناعة اليد المحاربة. فالرمي باليد مباشرة يوجد فيك ملكة الكفاءة القتالية، ومتابعة العدوّ، والتهديف الدقيق، وإنّ يداً - كهذه اليد - سوف تكون نافعة وقادرة علىٰ حلّ المشاكل في مستقبل الحياة.
الأُضحية:
هذه السنّة العظيمة لإبراهيم خليل اللّٰه، والذكرى الخالدة لفداء إسماعيل تذكّر أنّ شيخاً طاعناً في السنّ قضىٰ سنين عمره الشريف في السعي، والجهاد، والهجرة، والإعراض عن المال والولد، وها هو - في أواخر عمره - يؤمر بتقريب ونحر ولده الحبيب الذي أصبح - الآن - شمعة تضيء لهذا الشيخ الكبير ظلام الحياة على حين انقطاع الأمل، وعندما عزم إبراهيم - صادقاً ومن أعماق قلبه - على التضحيّة بولده، وتلّه للجبين مُمِرّاً المدية علىٰ نحره، نودي بما أخبرنا به القرآن: وناديناه أن يا إبراهيمُ قد