236السنّة، وفي مؤلفات بعض المؤلفين الذين يحاولون التقليل من أهمية أهل البيت ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً!
وأخيراً قرأت ذلك عند المسعودي في مقدمة تأريخه «مروج الذهب» ، حيث تحدّث - على عادة المؤرّخين - عن بداية خلق العالم، وأورد حديث خلق النور المحمدي قبل خلق آدم، ممّا يدلّ على أنّ هذه النصوص كانت معروفة عند المؤرخين أيضاً!
قال المسعودي 1«فهذا ما روي عن أبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم اللّٰه وجهه:
إنّ اللّٰه حين شاء تقدير الخليقة، وذرأ البريّة، وإبداع المبدعات، نصب الخلق في صور الهباء قبل دحو الأرض ورفع السماء، وهو في انفراد ملكوته وتوحد جبروته فأتاح (فأساح) نوراً من نوره فلمع، و [ نزع ] قبساً من ضيائه فسطع، ثمّ اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفيّة فوافق ذلك صورة نبيّنا محمد صلى الله عليه و آله، فقال اللّٰه عزّ من قائل: أنت المختار المنتخب، وعندك مستودع نوري وكنوز هدايتي، من أجلك أسطح البطحاء، وأمرج الماء، وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب والجنّة والنار، وأنصب أهل بيتك للهداية، وأوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق ولا يعييهم خفي، وأجعلهم حجّتي على بريّتي. . . ثمّ أنشأ اللّٰه الملائكة من أنوار أبدعها، وأرواح اخترعها، وقرن بتوحيده نبوّة محمد صلى الله عليه و آله، فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض، فلمّا خلق آدم أبان فضله للملائكة، وأراهم ما خصّه به من سابق العلم من حيث عرفه عند استنبائه إياه أسماء الأشياء، فجعل اللّٰه آدم محراباً وكعبة وباباً وقبلةً أسجد إليها الأبرار والروحانيين الأنوار، ثمّ نبّه آدم على مستودعه، وكشف له [ عن ] خطر ما ائتمنه عليه» 2.