232
حين موتها ، والذين تتوفاهم الملائكة طيبين ، وما أشبه ذلك، فمرّة يجعل الفعل لنفسه، ومرّة لملك الموت، ومرّة للملائكة. . . .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: سبوح قدوس ربّ الملائكة والروح، تبارك وتعالى، هو الحيّ الدائم، القائم على كلّ نفس بما كسبت، هات أيضاً ما شككت فيه:
قال: حسبي ما ذكرت. . . .
قال عليه السلام: فأما قوله: اللّٰه يتوفى الأنفس حين موتها ، وقوله:
يتوفاكم ملك الموت، وتوفته رسلنا، والذين تتوفاهم الملائكة طيبين ، والذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم. . . فهو - تبارك وتعالى - أعظم وأجلّ من أن يتولى ذلك بنفسه، وفعل رسله وملائكته فعله، لأنّهم بأمره يعملون، فاصطفى - جلّ ذكره - من الملائكة رسلاً وسَفَرَةً بينه وبين خلقه وهم الذين قال فيهم: اللّٰه يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس. . فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومَن كان من أهل المعصية تولّت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره، وفعلهم فعله، وكلّ ما يأتون به منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل اللّٰه؛ لأنّه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وإنّ فعلَ أُمنائه فعلُه) .
* * *
قال صاحبي:
- أَتعتقد بأنّ الأنبياء والأئمة مضافاً إلى دورهم في التبليغ والهداية، لهم دور في الفعل الإلٰهي في الطبيعة والأشخاص والمجتمعات؟
- لابدّ لنا من الاعتقاد بذلك، لأنّ الآيات تدلّ عليه، والأحاديث والسيرة صريحة فيه. . أما حدود هذا الدور وتفاصيله فلا نعرفها، والظاهر أنها من أسرار اللّٰه - تعالى - فقد