231صاحبي أعظم مما نتصوّر، وأنواع الأفعال الإلٰهية أكثر مما نتصوّر، فمنها ما يفعله اللّٰه - تعالى - مباشرة، ومنها ما يفعله بواسطة ملائكته وأنبيائه، أو بواسطة من يشاء من خلقه!
ولعلّنا نستطيع أن نجد أضواء على أنواع الفعل الإلٰهي وقوانينه من القرآن، من نسبة الفعل إلى اللّٰه - تعالى - بصيغة المفرد المتكلّم، أو بصيغة الجمع، أو بصيغة الغائب. .
إنّ دراسة الأفعال المسندة إلى اللّٰه - تعالى - في القرآن، عن طريق إحصائها وتقسيمها وتحليلها، سيعطينا أضواء هامة على أنواع الفعل الإلٰهي ووسائله. . إنك تشعر أن في صيغ الفعل الإلٰهي في القرآن هدفاً، وأنّ وراءها قاعدة. .
مثلاً بعض الأفعال أسندها - عزوجل - إلى نفسه بصيغة المفرد المتكلم، وبصيغة جمع المتكلم، وبصيغة المفرد الغائب، مثل: أوحيت، أوحينا، نوحي، أوحى. .
وبعضها أسندها بصيغة جمع المتكلم والغائب فقط، ولم يسندها بصيغة المفرد مثل: بشّرنا، أرسلنا، صوّرنا، رزقنا، بيّنّا. . الخ. ولم يقل بشّرت أو رزقت. . الخ.
أشعر بأنّ في الأمر قاعدة، فإنّ كلمات القرآن وحروفه موضوعة في مواضعها بموجب حسابات وقواعد دقيقة، كما وضعت النجوم في مواضعها ومداراتها في الكون فلا أُقسم بمواقع النجوم وإنه لقسمٌ لو تعلمون عظيم إنّه لقرآن كريمٌ 1.
ولكن استكشافنا للقاعدة في استعمال الفعل سيبقى ظنياً وتخمينياً؛ لأننا محرومون من الذي عنده علم الكتاب روحي فداه!
روي في الاحتجاج أنّ شخصاً جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له:
لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض؛ لدخلت في دينكم! فقال له عليه السلام: وما هو؟ فقال:
(. . . أجد اللّٰه يقول: قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ، وفي موضع يقول: اللّٰه يتوفى الأنفس