206قريش في رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وكانت كاعةً عنه حتىٰ توفي عمّه أبو طالب، ولم يهاجر إلى المدينة إلّابعد وفاته رضوان اللّٰه عليه.
وأمّه: كانت أم جعفر الطيار من تلك النساء القلة الطاهرات اللّائي امتازت حياتهن بمواقف جليلة في مسيرة الأنبياء.
وهي إحدىٰ تلك النساء اللواتي نلن ذكراً جميلاً علىٰ لسان خاتم الرسل محمد صلى الله عليه و آله. تقول الرواية: لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ - وكانت قد أوصت لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقَبل وصيتها - ألبسها النبي صلى الله عليه و آله قميصه واضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك يا رسول اللّٰه صنعت هذا!
فقال: «إنّه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرَّ بي منها، إنّما ألبستها قميصي لتكسى من حُلَلِ الجنّة، واضطجعت معها ليُهوَّن عليها» .
وفي دعاءٍ خاص لها قال: اللهم اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجّتها، ووسع عليها مدخلها. وخرج من قبرها وعيناه تذرفان.
لقد كانت لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بمنزلة الأم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فقد ربته في حجرها وكان شاكراً لبرّها، وكان يسميها ويناديها ب أمّي، وقد كانت تفضله علىٰ جميع أولادها في البر والرعاية، تقول بعض الروايات: كان أولادها يصبحون شعثاً رمصاً ويصبح رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كحيلاً دهيناً.
أمّا إيمانها فهي بدرجة عظيمة، وقد سبقت إلى الإسلام، وكانت من المهاجرات الأول إلى المدينة، وهي بدرية.
فذاك أبوه وهذه أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وهي أول هاشمية تزوّجت من هاشمي، فهو وليد هذه الأسرة المباركة.
أمّا لقبه: فكان يلقب بجعفر الطيار كما لقبه رسول اللّٰه ب (ذي الجناحين) .
أمّا كنيته: فقد كناه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ب (أبي المساكين) وله كنية أخرىٰ (أبو عبداللّٰه) .