197آمناً ليس من قبيل تعاقب الليل والنهار، أو مسيرة الشمس، وليس من قبيل:
لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار 1حتىٰ يقع التناقض، وإنما تدخل ضمن الأمر الثاني، ضمن التشريع، أي يكون تقديره ومن دخله فأمنوه؛ لأنّه استجار ببيت اللّٰه تعالىٰ، ومن استجار به فعليكم أن تؤمنوه ولا تفزعوه فيه وتخيفوه، وإلّا فإنّكم استهنتم ببيت اللّٰه تعالىٰ ولم تحترموا جواره، وخالفتم ما أمركم به اللّٰه تعالىٰ من توفير الأمن والاستقرار والأمان لداخل هذا البيت ولمن استجار به، وأن لا يؤذىٰ ولا يُضايق إلّابالقدر الذي يخرجه من البيت إن كان مطلوباً للقضاء والعدل وكما سمحت به الشريعة؛ ليُقام عليه الحدّ، وإلّا فإنّه خلاف الأمن والأمان أن يبقى المجرم داخل البيت آمناً يعيش بعيداً عن العدل وإقامة الحدّ عليه، وبالتالي سيتحوّل البيت إلىٰ ملاذ آمن للخونة والمجرمين. .
ويكون مشجّعاً - والعياذ باللّٰه - لهم على التمادي بجرائمهم.
وقد وردت في هذا الأمر الروايات والتي منها صحيحة هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام في الرجل يجني في غير الحرم ثم يلجأ إلى الحرم؟ قال: «لا يُقام عليه الحد، ولا يُطعم ولا يُسقىٰ ولا يُعلم ولا يبايع، فإذا فُعل به ذلك يوشك أن يخرج فيُقام عليه الحد، وإن جنىٰ في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم، فإنه لم ير للحرم حرمة فقد قال صلى الله عليه و آله: «إن أعتى الناس على اللّٰه القاتل غير قاتله والقاتل في الحرم» فالروايات تبين إمكان وقوع القتل في الحرم وحكم الجناة الذين يلجأون إليه. .
إذن أمرنا اللّٰه تعالىٰ بأن نرعىٰ للبيت حرمته وأمنه، وهي طاعة نستحقّ عليها أجراً وثواباً، وإن خالفنا وعصينا وأسئنا لأمنه، فإنّ العقاب جزاؤنا إزاء ما اقترفناه، ويبقىٰ كلام اللّٰه تعالىٰ لا يمسّه شيء وبعيداً عن التناقض، ذلك أنّ اللّٰه سبحانه وتعالىٰ قال: من دخله كان آمناً . . . أي من دخل بيتي فاجعلوه آمناً، فإذا لم نجعله آمناً فالمخالفة منّا والذنب ذنبنا، بدليل الآية الأخرىٰ: ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتّىٰ يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك