142ويغدق على المصابين أجر الصابرين المحتسبين. ويلزمني أن أتقدم بالشكر لكل العاملين في البلدين الشقيقين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية على ما بذلوه من جهود في أرض منى؛ لتجاوز العقبات والنقائص، التي سببها الحريق، ولتوفير الراحة لضيوف الرحمن. شكر اللّٰه مساعيهم، فخدمة حجاج بيت اللّٰه الحرام من أفضل الأعمال وأجلّها كما ورد في النصوص الإسلامية:
سأل رجل الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: إنا إذا قدمنا مكة، ذهب أصحابنا يطوفون، ويتركونني أحفظ متاعهم. قال الامام: أنت أعظمهم أجراً.
وعن رجلين تزاملا فيسفر الحج فلما دخلا، المدينة اعتلّ أحدهما، فكان الآخريمضي إلىالمسجد، ويدع صاحبه وحده، فبلغ ذلك الإمام الصادق عليه السلام، فأرسل إليه، وقال له: قعودك عنده أفضل من صلاتك في المسجد.
من هاتين الروايتين يتبين عِظم أجر خدمة ضيوف الرحمن. نسأل اللّٰه سبحانه أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، ويتقبل منّا ومنكم، ويوفقنا لمزيد من هذه الخدمة الجليلة.
من جانب آخر، مثل هذه الخدمة الكبرى لا يمكن أن تخلو من عيب ونقص؛ بسببحجمها الهائلوضخامة مسؤولياتها، منهنا فلابدّ منتظافر الجهود؛ للتغلب على النواقص، وإحدى السبل في ذلك فتح باب النقد الذاتي، وهي سنّة إسلامية أكّدها رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله بقوله لجموع المسلمين: «رحم اللّٰه امرئاً أهدى إليّ عيوبي» ، وورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام قولهم: «أحبّ إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي» .
ومن الوفاء أن أذكر أولاً أن السنوات الماضية شهدت تطويراً في أداء الخدمات لحجاج بيت اللّٰه الحرام مثل: توسعة الحرمين، ومدّ الطرق والجسور، وتوفير احتياجات الحجاج و. . . لكن هناك الكثير من