107تسليط بعض الضوء، علىٰ بعض الإجابة، وبما يتماشىٰ مع منهجيّة البحث، وبشكل موجز.
بعد أن افتتح الأتراك مدينة القسطنطينية سنة 1453م، وُضعت خطط عديدة لتقسيم الامبراطورية العثمانية. وقد جمع ت. ج. جوآرا ( arawujD ) الديبلوماسي الروماني، لا أقل من اثنتين وتسعين خطة من هذه الخطط. ومن بينها خطط وضعها بابوات مشهورون، مثل البابا ليون العاشر، وكليمنت الثامن، وأخرىٰ وضعها ملوك وأباطرة أمثال: مكسيميليان الأول، ونابليون الأول، وديبلوماسيون ورجال سياسة أمثال البروني ( inoreblA ) وتاليران ( dnaryellaT ) ، كما أن رجالاً من أصحاب الخيال الشارد، ومن المثاليين أمثال ليبنتس ( ztinbieL ) وراهب سان بيير. . اشتركوا أيضاً في وضع مثل هذه الخطط لاقتسام الدولة العثمانية 1.
وحينما كتب «وليم بلغريف» في مشاهداته الشخصيّة عن «رحلة عام في وسط وشرق الجزيرة العربية» عام 1873م: «لقد حان الوقت لأن نملأ هذا الفراغ الموجود في خارطة آسيا، وهذا الذي سنحاوله رغم كل خطر، فامّا أن تصبح الأرض الممتدة أمامنا قبراً لنا، أو أننا سنعبر أوسع امتداداتها عرضاً» فإنه كان يلخّص حلم الرحالة الذين سبقوه، وأغراض أولئك الذين سيأتون بعده.
قد تكون ملاحظة «بلغريف» مقطعاً عرضياً، في تأريخ واهتمام واسعين، يتجاوزان الجزيرة ورمالها إلىٰ حلم الشرق، وهو يدخل المخيلة الغربية، بعد أن عاد لها الصليبيون بحس عالم مختلف. ويرتبط ذلك الحلم بروح عصر النهضة الذي أخذ يدبّ في أوروپا، ويفتح عيونها على البحار البعيدة والقريبة، والشعوب التي تقطنها. واكتسب الشرق صورة خاصة، في تشكيلات الحلم الغربي، وتلوّن بمختلف حالات أوروپا الفكرية وأوضاعها السياسية والعسكرية 2.
وما أن انتهى القرن التاسع عشر الميلادي، حتىٰ كان معظم العالم الإسلامي