106«الحروب الصليبية» .
4 - سقوط القسطنطينية في يد الأتراك عام 1453م، وبسقوطها فُتح باب أوروپا علىٰ مصراعيه للسيل الإسلامي 1.
ثمّة حدثان خطيران آخران، في هذا الاتجاه، لعبا دوراً مهماً في تحديد مسار الصراع، هما: سقوط الأندلس عام 1495م، وبلوغ العثمانيين مشارف قينا مرتين، عامي 1529م، 1683م. ففي الوقت الذي استمدّ فيه الغرب من الحدث الأول زخماً هائلاً لمواصلة هجومه على الإسلام، في بقعة أو بقاع أخرىٰ. . كان الحدث الثاني، وما أثاره من خوف دفين، باعثاً قويّاً لابعاد الخطر المحدق.
ومن هنا نشأت المسألة الشرقية، حيث كان الأتراك - في البداية - يشكلون تهديداً حقيقياً للنظام السياسي والاجتماعي في أوروپا. أما في المرحلة الثانية، من مراحل هذه المسألة، فلم يكن الأتراك يشكلون خطراً علىٰ أوروپا، بل كانت الدول المسيحية، في أوروپا، تشكّل خطراً على الأتراك، ينذر بزوالهم من الوجود.
وينبغي لنا الآن - يقول أحد الباحثين - ألّا ننسىٰ وألّا نقلّل من شأن هذه الحقيقة، وهي أن العامل الديني كان من أهم عوامل المسألة الشرقية. فإن الأتراك لم يكونوا فقط غرباء عن أوروپا عرقياً ولغوياً واجتماعياً، وبلغة ه. أ.
ماريوت ( ttoirraM ) «مادة غريبة كليّاً مغروسة في جسم أوروپا الحي» بل كانوا أولاً وآخراً مسلمين. . ولذا فإن المسألة الشرقية، كما عرّفها ادوارد دريو ( tluairD ) هي «مشكلة القضاء علىٰ قوّة الإسلام السياسية» 2.
ولكن كيف يتسنّى للغرب ذلك؟
جزيرة العرب: بؤرة الاهتمام
لسنا، هنا، بصدد الإجابة عن هذا التساؤل، غير أنّ ذلك لا يعفينا عن