105التأريخية، وظروفه السياسية، وفي سياق معترك الصراع الحضاري المحتدم، منذ قرون، بين الإسلام والغرب.
أبرز محطّات الاحتكاك
وباختصار شديد، إن الغرب ما يزال، منذ 14 قرناً، مفتوناً بالإسلام في شكل ما. ذلك أن الإسلام ظلّ دائماً - من وجهة نظر غربيّة طبعاً - خصماً ومنافساً وعدواً للغرب الأكثر قرباً إليه، علىٰ مستوى العوالم الثقافية الشمولية، وعلىٰ حدّ تعبير المستشرق الفرنسي «مكسيم رودنسون» فإن الإسلام قدّم نفسه، منذ نشأته، علىٰ أنه الخصم الأكبر لأوروبا المسيحية، بعد أن انتزع منها السيطرة علىٰ عدد كبير من المناطق في العالم 1.
في البداية كان ردّ الفعل المسيحي للإسلام هو، ببساطة، نوع من التذمّر المكتوم، ولكن عندما دمّر الخليفة الفاطمي «الحاكم بأمر اللّٰه» المزارات المسيحية المقدّسة في القدس، فإنّ هذا التذمّر تطوّر إلىٰ صخب هادر 2لتتفاقم تداعياته لاحقاً علىٰ غير صعيد، في ظل خوف أوروپي من غزو إسلاميّ قادم، ومن ثمّ لتلملم أوروپا شتاتها، وتقوم بالهجوم المضاد، حتىٰ انتصارها المدوّي، يوم أجهزت على العالم الإسلامي، خلال الحرب العالمية الأولىٰ، لتمزقّه أشلاء وكيانات هزيلة.
وبالإمكان إجمال أهم محطّات الاحتكاك المباشر بين الإسلام والغرب فيما يلي:
1 - مواقف الإسلام أمام الرومان منذ غزوات «تبوك» ، و «اليرموك» . . . الخ.
2 - فتوحات المسلمين في صقلية والأندلس وجنوب فرنسا، قبل أن تستيقظ أوروپا من غفوتها إلىٰ وعيها الثقافي الجديد.
3 - الاصطدام العنيف بين أوروپا المتحدة وبين الإسلام، تحت شعار