76الجميع اثني عشر رجلاً وبُعث معهم مصعب بن عمير، يسمّيها: العقبة الثانية. والعقبةُ الثانية التي كان الأنصار فيها ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين يسمّيها بيعةَ الحرب، وهي كذلك، ولكنّه يجعلها البيعة الثالثة في السنة القابلة أي الثالثة. ولعلّ منشأ الشبهة له هو أنّ ابن اسحاق أو ابن هشام لايسمي اللقاء الأول 1، ويسمي اللقاء الثاني بالعقبة الأولىٰ 2، ويسمّي اللقاء الثالث بالعقبة الثانية 3ثمّ يعود علىٰ شروط هذه البيعة بعنوان: شروط البيعة في العقبة الأخيرة: قال ابن إسحاق: وكانت بيعة الحرب 4فلعلّه وِهمَ أن البيعة الأخيرة بيعة الحرب غير بيعة العقبة الثانية، فهي الثالثة.
وابن إسحاق يروي الخبر الأوّل عن اللقاء الأوّل للنبيّ بالستّة من الخزرج عن عاصم بن عمر بن قَتادة عن أشياخ قومه 5، وخبر العقبة الأُولىٰ عن عُبادة بن الصامت بثلاثة وسائط 6، وبطريق آخر عنه بواسطتين 7، وخبر العقبة الثانية عن كعب بن مالك الخزرجي بواسطة ابنه معبد عن أخيه عبداللّٰه عن أبيه كعب 8وخبر أسر سعد بن عُبادة عن عبداللّٰه بن أبي بكر عنه 9.
ويوهم قوله: كانت البيعة الأُولىٰ علىٰ بيعة النساء، وذلك أنّ اللّٰه لم يكن قد أذن لرسوله صلى اللّٰه عليه [وآله] وسلم في الحرب، فلمّا أذن اللّٰه له فيها وبايعهم رسول اللّٰه 10وقوله:
وكان رسول اللّٰه قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تُحلل له الدماء. . فلمّا عتت قريش على اللّٰه عزّوجل. . أذن اللّٰه عزّوجلّ لرسوله في القتل والانتصار ممن ظلمهم وبغىٰ عليهم. . . بلغني عن عروة بن الزبير وغيره من العلماء: أنّ أوّل آية أُنزلت في اذنه له في الحرب وإحلاله له الدماء والقتال لمن بغى عليهم قول اللّٰه تبارك وتعالىٰ: (
أُذن للذين يقاتَلون