77
بأنّهم ظُلموا وإنّ اللّٰه علىٰ نصرهم لقدير) 1. . فلمّا أذن اللّٰه تعالىٰ له في الحرب وبايعه هذا الحيّ من الأنصار 2يوهم قوله هذا: أنّ الإذن له بالحرب صدر بهذه الآية قبل بيعة الحرب في العقبة الثانية قبل الهجرة، ولذلك بايعهم النبيّ بيعة الحرب.
ويردّه مارواه ابن اسحاق عن معبد بن كعب عن أخيه عبداللّٰه بن كعب عن أبيه كعب بن مالك: أنّ العبّاس ابن عُبادة بن نَضلة قال له: إن شئت لنميلنَّ علىٰ أهل منىٰ غداً بأسيافنا! فقال رسول اللّٰه: لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلىٰ رحالكم 3.
والآية من سورة الحجّ، وهي بعد المئة في ترتيب النزول، أي النازلة بعد عشرين سورة نزلت بعد الهجرة، تقريباً، ممّا لايناسب معه نزولها حتىٰ قبل وقعة بدر في منتصف السنة الثانية للهجرة، بل يناسب نزولها بعد ذلك تحكي علّة الإذن في ذلك، فضلاً عن أن تكون قد نزلت قبل بيعة الحرب في العقبة الثانية قبل الهجرة، ممّا يوهمه ظاهر مقال ابن إسحاق، ولكن الحديث اختلط بعضه ببعض في غير وضوح. نعم كان يفهم من بيعة الحرب أنّ ذلك سيكون، وكانت لابن إسحاق رواية عن عروة بن الزبير وغيره عن أوّل آية أُنزلت في الإذن في الحرب والقتال، فانتقل إلىٰ نقل الرواية كجملة معترضة، ومثله كثير في الكتب القديمة.
الهوامش: