73مسلمون:
(وفي الموسم القادم) خرج جمع من الأنصار مع حجّاج قومهم، فاجتمع، في ليلة من ليالي التشريق في الشعب عند العقبة، ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان.
(فقام فيهم رسول اللّٰه) فقال:
أُبايعكم على الإسلام.
فقال له بعضهم: نُريد أن تعرّفنا - يارسول اللّٰه - ما للّٰهعلينا وما لك علينا وما لنا على اللّٰه؟
فقال: أما ما للّٰهعليكم: فأن تعبدوه ولاتشركوا به شيئاً، وأما مالي عليكم: فتنصروني مثل نسائكم وأبنائكم، وأن تصبروا علىٰ عضّ السيف وأن يُقتل خياركم 1.
قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا على اللّٰه؟
قال: أمّا في الدنيا فالظهور علىٰ من عاداكم، وفي الآخرة الرضوان والجنّة.
فقال أبوالهيثم بن التيهان: إنّ بيننا وبين الرجال حبالاً، فهل عسيت إن نحن قطعناها أو قطعوها ثمّ أظهرك اللّٰه أن ترجع إلىٰ قومك وتدعنا؟
فتبسّم رسول اللّٰه ثمّ قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم، أُحارب من حاربتم وأُسالم من سالمتم.
فأخذ البَراء بن معرور بيده ثمّ قال: والذي بعثك بالحقّ لنمنعنّك بما نمنع به أُزرنا، فبايعنا - يارسول اللّٰه - فنحن واللّٰه أهل الحروب وأهل الحلقة، ورثناها كباراً عن كبار.
فقال رسول اللّٰه: أخرجوا إليّ منكم اثنيعشر نقيباً. فاختاروا.
فقال لهم: أُبايعكم كبيعة عيسىٰ ابن مريم للحواريين، كفلاء علىٰ قومكم، علىٰ أن تمنعوني ممّا تمنعون منه نساءكم وأبناءكم. فبايعوه علىٰ ذلك.
فصرخ الشيطان في العقبة: يا أهل الجباجب 2هل لكم في محمّد والصُباة معه، فإنّهم قد اجتمعوا علىٰ حربكم؟ ! ففشا الخبر ونفر الناس