72قال: ما اجتمعنا، وما هاهنا أحد، وواللّٰه لايجوز أحد هذه العقبة إلّا ضربته بسيفي! فرجعوا. ورجع رسول اللّٰه إلىٰ مكّة.
(ولم يطلع المسلمون من الأوس والخزرج المشركين منهم، وفيهم عبداللّٰه بن أبيّ بن أبي سلول، فغدت قريش إليه) وقالوا له: قد بلغنا أنّ قومك بايعوا محمّداً علىٰ حربنا؟
فحلف لهم عبداللّٰه: أنّهم لم يفعلوا ولاعلم له بذلك، فصدّقوه 1.
ذكر ذلك القمي في تفسيره، ونقله عنه الطبرسي في «اعلام الورىٰ» والقطب الراوندي في «قصص الأنبياء» ولم يتبعه تلميذه ابن شهر آشوب في «مناقب آل أبي طالب» بل قال:
كان النبيّ يعرض نفسه علىٰ قبائل العرب في الموسم، فلقىٰ رهطاً من الخزرج ستة نفر فقال: أفلا تجلسون أُحدّثكم؟ قالوا: بلىٰ، فجلسوا إليه فدعاهم إلى اللّٰه وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: واللّٰه إنّه للنبيّ الذي كان يُوعدكم به اليهود، فلاتسبقنّكم إليه (فصدّقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام) وقالوا له: إنّا تركنا قومنا ولاقوم بينهم من العداوة والشرّ مثل ما بينهم، فعسىٰ أن يجمع اللّٰه بينهم بك، فسنقدم عليهم وندعوهم إلىٰ أمرك (ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم اللّٰه بك فلا رجل أعزّ منك) . ثمّ انصرفوا عن رسول اللّٰه راجعين إلىٰ بلادهم وقد آمنوا وصدّقوا.
فلمّا كان العام المقبل أتىٰ من الأنصار إلى الموسم اثناعشر رجلاً فلقوا النبيّ صلى الله عليه و آله فبايعوه علىٰ «بيعة النساء» 2وبعث معهم مصعب بن عمير بن هاشم يصلّي بهم (فكان يصلّي بهم ويقرئهم القرآن حتّىٰ سمّي بينهم بالمقرئ، وحتّىٰ لم تبق دار في المدينة إلّاوفيها رجال ونساء