263للقتال واشترك جميعهم في عدة معارك سابقة، أما الجيش المدني فإنه جيش غير منظم يعتمد على المتطوعين فقط، ولاتوجد لديه امدادات ومراكز إسناد إن احتاج الىٰ ذلك علىٰ عكس ماعليه الجيش الشامي.
خامساً: التسرع وعدم اتخاذ التدابير اللازمة:
كان التحرك سريعاً فلم يسبقه تخطيط متواصل وكانت القرارات أشبه بالارتجالية فلم تتخذ التدابير اللازمة في انجاح سير الحركة، فأهل المدينة أطلقوا الأمويين ومواليهم وكان عددهم ألفاً، فكشفوا أسرارهم الى الجيش الأموي، وأعطوهم المعلومات الكاملة عن نقاط الضعف والثغرات المتروكة، وفعلاً استطاع مروان أن يدخل الىٰ داخل المدينة برفقة بعض القطعات العسكرية من ناحية بني حارثة، فشجعت هذه الثغرة جيش الشام على الالتفاف ومحاصرة أهالي المدينة من جميع الجهات.
سادساً: وجود المثبطين للعزائم:
العزيمة والروح المعنوية لها تأثيرها الملحوظ في الاندفاع للقتال والاستمرار عليه دون كلل أو ملل أو تراجع أو نكوص، وعلى الرغم من تحلي أهل المدينة بالعزيمة والاندفاع والاستبشار بالصمود والمقاومة لكن العزيمة لم تدم طويلاً لوجود المثبطين والناهين عن التمرد والخروج، وعلىٰ رأس المثبطين عبد اللّٰه بن عمر، فقد منع أبناءه من الاشتراك في المقاومة وقال لهم: (فلايخلعنّ أحد منكم يزيد، ولا يسرعنّ أحد منكم في هذا الأمر فيكون رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بيني وبينه) .
وكان يدخل علىٰ قادة التحرك وأتباعهم ويحاول منعهم من الخروج،