262المسلحة، وكانت تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على الحكم الأموي، فلو حدث تنسيق بينها وبين المدينة لتغيرت مسيرة الأحداث نحو الأفضل بتكاتف الجهود والأعمال المسلحة، ولكن لم يحدث أي تنسيق يؤدي الىٰ توزيع القوى وفتح جبهات عديدة لتشتيت الجيش الأموي والتقليل من تمركزه في موقع واحد، فأهل المدينة بمفردهم لايستطيعون الصمود في وجه جيش محترف أكثر من يوم واحد وهي نتيجة معلومة سلفاً بدون تنسيق مع الأطراف الأخرىٰ.
ثالثاً: تعدد القيادة العسكرية:
توزعت القيادة العسكرية علىٰ قائدين: عبد اللّٰه بن مطيع العدوي علىٰ قريش، وعبد اللّٰه بن حنظلة على الأنصار، وقد تنبأ عبد اللّٰه بن عباس بالنتيجة العسكرية من جراء تعدد القيادة قائلاً: (أميران! هلك القوم) 1.
فالقيادة الواحدة تعمل علىٰ تنسيق البرامج والخطط، وتجعل الأوامر والتوجيهات واحدة وتساعد علىٰ سرعة تنفيذ الأعمال والنشاطات، أما تعدد القيادة يؤدي الىٰ تعدد كل مايتعلق بسير الاحداث، فكانت النتيجة هي استشهاد عبد اللّٰه بن حنظلة وانسحاب عبد اللّٰه بن مطيع من المعركة ولحوق أتباعه به، وكانت النتيجة هي الهزيمة وعدم الصمود أمام القوات المهاجمة.
رابعاً: عدم التكافؤ بين القوتين:
اعداد القوة كماً ونوعاً من ضروريات الحسم العسكري، وفي واقعة الحرّة لايوجد تكافؤ بين القوتين من حيث الكم و النوع، فالجيش الأموي كان يفوق الجيش المدني أضعافاً، فقد أرسل يزيد مع مسلم بن عقبة: (اثنيعشر ألف فارس وخمسة عشر ألف راجل) 2. وهم جيش منظم ومدرب ومحترف