259المدينة فمن عاقك عن دخولها أو نصب لك الحرب، فالسيف السيف، أجهز علىٰ جريحهم وأقبل علىٰ مدبرهم واياك أن تبقي عليهم) 1.
وقد نفّذ ابن عقبة تلك التوجيهات وشجّع على الإبادة الجماعية فكان مناديه ينادي: (من جاء برأس فله كذا وكذا ومن جاء بأسير فله كذا وكذا) ، فلم يبق بدري إلّاقتل 2.
فأخذ يزيد ثأر المشركين الذين قتلوا ببدر يوم الحرّة فانتقم من بقايا المهاجرين والأنصار وأبنائهم انتقاماً متناسباً مع درجة الحنق التي يكنّها لهم.
النتائج البعيدة للواقعة
أولاً: تنامي الحركات المسلحة:
قال الذهبي: (لما فعل يزيد بأهل المدينة مافعل، وقتل الحسين واخوته وآله. . . بغضه الناس وخرج عليه غير واحد، ولم يبارك اللّٰه في عمره) 3.
تنامى البغض عند المسلمين ليتحول بالتدريج الىٰ موقف عملي مسلح، فلم يمر علىٰ واقعة الحرّة إلّاعام واحد حتّىٰ تمرد أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل مكة على الحكم الأموي. وضعفت سيطرة الولاة الأمويين علىٰ هذه الأمصار، فكانت واقعة عين الوردة وحركة المختار الثقفي وحركة عبد اللّٰه بن الزبير، وكان لمقتل الحسين عليه السلام ولمقتل أهل المدينة دور كبير لتفاعل العمل الثوري وتناميه واستشرائه في أرض الواقع بالتخلص من السيطرة الأموية.
ثانياً: زوال الدور السياسي لأهل المدينة:
كانت واقعة الحرّة محنة عظيمة تعرض لها أهل المدينة، وقدموا فيها خسائر