254حنظلة غسيل الملائكة، وعبد اللّٰه بن أبي عمرو بن حفص المخزومي وبعض الأشراف فأكرمهم يزيد بالأموال والعطايا لشراء ذممهم، ولكن ذلك لم يثنهم عن عزمهم بعد ان اطلعوا اطلاعاً مباشراً علىٰ ممارسات يزيد المخالفة للمنهج الإسلامي، فلما رجعوا أظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا: (. . . قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان ويلعب بالكلاب) .
وقال ابن حنظلة موضحاً دوافع الثورة: (. . . فواللّٰه ماخرجنا علىٰ يزيد حتىٰ خفنا أن نرمىٰ بالحجارة من السماء، إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة) 1. وقد أخذوا العطايا من يزيد لتعينهم على التمرّد المسلح في وقته المناسب.
رابعاً: مصادرة الأموال وردود الأفعال الحكومية
منع أهل المدينة من وصول الحنطة والتمر الى الشام، واعتبروا ذلك حقّاً لهم في ظرف الفقر الذي خيّم عليهم والذي فرضه الحكم الأموي عليهم، فأخبر المسؤول عن إيصالها الوالي عثمان بن محمد فأرسل الىٰ رؤوس أهل المدينة وكلمهم بكلام غليظ وتأزم الموقف فأعلنوا الخروج عليه، وحينما سمع يزيد بالحدث كتب اليهم كتاباً شديد اللهجة جاء فيه: (. . . وأيم اللّٰه لئن آثرت أن أضعكم تحت قدمي لأطأنكم وطأةً أُقلّ منها عددكم، وأترككم أحاديث تتناسخ كأحاديث عادٍ وثمود، وأيم اللّٰه لايأتينكم مني أولىٰ من عقوبتي فلا أفلح من ندم) .
ولما قُرئ الكتاب وأيقن عبد اللّٰه بن مطيع ورجاله معه أن يزيد باعث الجيوش اليهم أجمعوا على الخلاف والخروج عن طاعته 2.
وهكذا (كان تحرك المدينة استنكاراً مباشراً لمقتل الحسين ورفضاً للسيادة