247استشهاد الامام الحسن (لعن معاوية علياً على المنابر، وكتب الىٰ عمّاله أن يلعنوه على المنابر ففعلوا) 1.
ولعن علي عمّق كراهة معاوية في قلوب الأنصار، لأن عليّاً مثّل موقف الحق في الفتنة، وكانوا يرونه امتداداً للرسالة ولرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، واستمر معاوية علىٰ نهجه في عدم الوفاء بالشروط فقتل حجر بن عدي وعمرو بن الحمق وآخرين من خيار صحابة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وفي السنوات المتأخرة علىٰ استشهاد الإمام الحسن عليه السلام (ازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد. . . . إلّا وهو خائف علىٰ دمه، أو طريد في الأرض) 2.
ولما استخلف زياد بن سمرة بن جندب على البصرة أكثر القتل فيها (قال ابن سيرين: قتل سمرة في غيبة زياد هذه ثمانية آلاف) 3.
وازداد بغض أهل المدينة للحكم الأموي، وأيقنوا أن الاسلام قد أصبح مشوها في عهد معاوية، وقد حُرِّف عن الأسس الثابتة التي شيّدها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وكانت مسيرة معاوية بعيدة كل البعد عن تلك الأسس ومنها استئثاره بالفيء وضربه من لاحدّ له، واسقاط الحد عمّن يستحقه، وحكمه برأيه في الرعية، واستلحاقه زياد بن سمية بأبي سفيان، وشراء الضمائر بالأموال واختيار الولاة القساة وتسليطهم علىٰ رقاب المسلمين 4.
وقد عبّر الأنصار عن كراهيتهم للحكم الأموي، وعن حقيقة الصراع بينهم وبينه حينما أغلظ لهم معاوية في قوله: (مافعلت نواضحكم) ، فقالوا: (أفنيناها يوم بدر لمّا قتلنا أخاك وجدّك وخالك) 5.
وكانوا قد تخلّفوا عن استقباله حينما قدم للمدينة، وقد اعترف معاوية بكراهية الأنصار لحكمه قائلاً: (أمّا بعد فإني واللّٰه ماوليت أمركم حين وليّته إلّا وأنا أعلم أنكم لاتسرون بولايتي ولاتحبونها، وإني لعالم بما في نفوسكم، ولكني