210مدينة دمشق سنة (306) فقتلوا الكثير من أهالي دمشق، بل إنّهم زادوا علىٰ ذلك بحملتهم علىٰ مصر فاصطدموا مع جيش جوهر الصقلي قائد قوات المعزّلدين اللّٰه الفاطمي، في منطقة تدعىٰ ب «عين الشمس» فهزموا جيش الصقلي، إلّاأنّ جيوش الفاطميين تمكّنت بعد هذه الحملة من دحر قرامطة البحرين وطردهم من مصر. وفي ذلك ينشد حسين بن بهرام قائلاً:
يا مصر إن لم أسق أرضك من دم
يروي ثراك فلاسقاني النيل (27)
وقد وردت الكثير من الروايات المشابهة في عدد من كتب التأريخ ولكن لامجال هنا لذكرها جميعاً، ونكتفي بذكر موجز لما أورده ابن الأثير، من أنَّ أبوسعيد الجنابي الذي كان رأس القرامطة في البحرين، لما قُتل كان يحكم الاحساء (28) والقطيف والهجر والطائف وسائر بلاد البحرين، حيث قتله غلام له (29) .
وبعد مقتل ابوسعيد، تولّىٰ رئاسة القرامطة من بعده ابنه ابوطاهر سليمان الجنابي أحد أكثر الحكام القرامطة شغباً وصخباً، فسار الابن علىٰ ما وجد عليه أباه من السلوك والمغالاة. فامتدّت قدرته إلىٰ معظم المناطق، وهو الذي كان يهاجم قوافل الحجّاج مراراً فيقتلهم ويسلب أموالهم، حتّىٰ انتهىٰ به الأمر إلىٰ هجومه على الكعبة المقدسة واحدث فيها مقتلة مريعة، فسرق الحجر الأسود منها كما سنورد ذلك مفصّلاً فيما بعد.
كان أبوطاهر هذا قاسي القلب ومتهوراً. شنَّ بعد اكتمال السور حول البصرة حملة عليها فاستطاع الدخول إلى المدينة بمساعدة قواته، والسلالم التي استخدمها للعبور من على السور المحيط بالمدينة.
وطبقاً لما ذكر ابن كثير: فقد كان تحت امرته (1700) فارس، ولمّا تسنّىٰ لهم