١١٧
الحرم المكّي في مرآة الفقه
عبد الكريم آل نجف
لعلّ من أبرز معالم عالمية الإسلام أنّه عنىٰ بتقديم تصوّر جيوسياسي عن الانسان والأرض. فمن ناحية أساسية عبّر الإسلام والانسان بغض النظر عن جنسيّته ووطنه موضوعه الوحيد، ولكن حينما تفاوتت الاستجابة من الانسان كان من الطبيعي أن يضع الإسلام أحكاماً تفصيلية بحسب درجات الاستجابة الانسانية لنداءاته، فهناك المشرك الذي اختار البقاء علىٰ شِركه، وهناك الكتابي الذي آمن بالتوحيد ورفض التصديق بالإسلام، وهناك مَن أمن بالإسلام ديناً نهائياً للإنسان، وبين هؤلاء الثلاثة انقسم المجتمع الانساني في التصوّر الإسلامي إلىٰ فئة مشركة وأُخرىٰ كتابية وثالثة مُسلمة. وعداء الفئة الأُولىٰ للتوحيد جعلها محرومة من حقّ الحياة فهي مخيّرة بين النطق بالشهادتين وبين القتل، وقبول الفئة الثانية بأصل التوحيد أكسبها حقوقاً إنسانية فقط شريطة تبعيّتها لراية الإسلام ودولته، واستعداد الفئة الثالثة للاعتقاد بالإسلام أكسبها وحدها