110فهذه الأسباب هي التي تحضرني الآن وقد يكون هناك غيرها تبين بطلان القول المنسوب إلىٰ عمر بن الخطاب في أنّ الصلاة في المقام جاءت تلبية لرغبته أو موافقة لها.
المكافآت
(
فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم)
في وادي مكّة الذي وصفته السماء بأنّه (
غير ذي زرع) ، كانت المكافآت ثمينة وعظيمة تتناسب وعظمة وخطورة الابتلاء الذي اجتازه شيخ الأنبياء وأهله بجدارة فائقة، حيث واصل هذا الشيخ الجليل تنفيذ أوامر اللّٰه تعالىٰ دون كلل أو ضجر أو ملل ولو علىٰ مستوى التصور، فضلاً عن التمرّد أو العصيان فأثبت إبراهيم أنّه العنوان الصادق للعبوديّة الخالصة للّٰهسبحانه وتعالىٰ؛ لهذا كانت المكافآت المباركة وأولىٰ هذه المكافآت شهادة اللّٰه له بالوفاء الكامل في الطاعة وفي الانقطاع إليه وفي الصبر علىٰ أوامر الابتلاء فقال فيه (
وإبراهيم الذي وفّىٰ) . . . وجاءت المكافآت الأخرىٰ، التي منها هذه الصخرة - التي اعتلاها وارتقاها إبراهيم كي يتمّ بها قواعد البيت بعدما تطاول بناؤه - أن تكون آيةً له علىٰ مدّ الدهر، تنحني عندها القلوب قبل الاعناق والأجسام داعيةً مستغفرة شاكرة سائلة اللّٰه التوبة والرضوان.
قال صاحب الجامع اللطيف: اعلم أن لهذا البيت المعظم - زاده اللّٰه تشريفاً وتعظيماً - آيات كثيرة، و عجائب غزيرة تدل علىٰ شرفه وفضله، منهامقام إبراهيم.
عن ابن سنان، قال: سألت أباعبداللّٰه عليه السلام عن قول اللّٰه عزّوجلّ (
فيه آيات بيّنات. . .) فما هذه الآيات البيّنات؟